نجاح كبير حققه النجم جمال سليمان من خلال مسلسل «أهل الخطايا» الذي عرض خلال شهر رمضان المنقضي، ويتحدث في حواره التالي عن أسباب قبوله العمل وكواليس التصوير، بالإضافة إلى أسباب ابتعاده عن الأعمال الدينية والتاريخية، كما تطرق في الحوار إلى العمل السينمائي الجديد الذي يحضر له خلال الفترة المقبلة . - في بداية الحوار .. ما الذي جذبك لتقديم مسلسل «أهل الخطايا»؟ - هناك أسباب كثيرة تجعلني أوافق على قبول العمل، أبرزها أنه لابد وأن يكون النص مكتوب بشكل جيد، بالإضافة إلى أن المخرج يكون لديه الجديد وموهوب، ومن وجهة نظري الشخصية أن العمل الجيد والمخرج الواعي يأتيان مع بعضهما، فدائما المخرج يبحث عن نصوص وحكايات مؤثرة يقدمها للجمهور، والكاتب الجيد يبحث عن المخرج الذي يستطيع أن ينقل للجمهور بطريقة إبداعية، وهذا ما جذبني في مسلسل «أهل الخطايا»، وعندما علمت أن روؤف عبد العزيز هو مخرج العمل وافقت على الفور . - المسلسل يحمل عناصر الجريمة والانتقام، ويستعرض الدارك ويب.. ألم تقلق من تقديم هذه النوعية من الأعمال ؟ - لا داعي من القلق في تقديم هذه النوعية من الأعمال حيث السحر الأسود والجريمة، فدائما هذه الأعمال موجودة في الدراما العربية والعالمية أيضا سواء في السينما أو المسلسلات، فهي جزء من التراث الروائي العربي والعالمي، فهذه الأعمال لو تم صناعتها بشكل جيد وقدمت بشكل مناسب فهي مشوقة يحبها الجمهور وتفتح لنا باب واسع للاطلاع على المجتمع ونوافذ البشر وصراعاتهم وأطماعهم، ودوافع الجريمة وانعكاسها على المجتمع. - ماذا عن التعامل مع المؤلفين أحمد أنور ومحمد عبد القوي والمخرج رؤوف عبد العزيز ؟ - أنا سعيد بهذه التجربة، فالمسلسل مكتوب بشكل احترافي، ولكن أريد أن أقول أن التعامل بين المؤلفين والمخرج كان أكثر لأنه كانت هناك جلسات تحضيرية قبل البدء في التصوير للاتفاق على الشكل النهائي الذي سوف يظهرون به، فأنا من الشخصيات التي لا تعطي ملاحظات إلا في حالات الضرورة القصوى، وإذا كانت لدي بعض الأفكار التي تراودني أثناء التصوير أتحدث عنها مع المخرج رؤوف عبد العزيز. اقرأ أيضا: القصة الكاملة لخلاف صناع «فهد البطل» و«وتقابل حبيب» - المسلسل من بطولتك ألم تقلق من هذه المسئولية الكبيرة والمنافسة في ظل الاعمال الكثيرة خلال شهر رمضان وخاصة أن الجمهور تعود على نجاحك ؟ - هذه لم تكن المرة الأولى في خوضي البطولة المطلقة، فأنا في هذه المهنة منذ أكثر من أربعين عام، وهذه المسئولية تعودت عليها، ودائما في كل تجربة أشعر بالخوف والقلق، وكل نجاح يعطيني ثقة أكثر من قبل المشاهد لأنه من الصعب الحفاظ على هذه الثقة بين الفنان والمشاهد، فعندما يعرض علي العمل أتناقش مع المخرج حول شكل الشخصية ومن هنا تبدأ رحلة العمل والقلق كما ذكرت. - هل اختلفت معاييرك في اختيار الأدوار عن الفترة الماضية ؟ - معاييري في اختيار الأدوار لم تختلف في جواهره، ولكن لدي معايير معينة في انتقائي لأي عمل فني، كيف سيري الجمهور دوري؟، وماذا سأقدم لهم؟، وهل سيكون ناجح ومقنع؟، وهل سيقدم بالطريقة التي تناسبهم؟، وبالتالي كنت حريص أن أكون مشارك مع فريق فني قوي مع وجود نص عميق يمس الناس، وشركة إنتاج تعرف قيمة المشروع وتحترم المشاهد. - وماذا عن رأيك في مسلسلات ال 15 حلقة، وأيهما تفضل الأعمال الطويلة أم القصيرة ؟ - أنا من المتحمسين لفكرة ال 15 حلقة و أيضا 7 حلقات، لأن المسلسلات ذات ال 30 حلقة فخ للمشاهد، فأحيانا يكون العمل جيد ويقدم بشكل قوي وأحيانا تقدم أعمال لا تستحق أن تكون 30 حلقة، فشاب الكثير من الأعمال التطويل الممل، لذا أطالب صناع الأعمال أن يكون هناك فورمات معينة للأعمال ذات ال 30 حلقة أو 45 ، أعتقد أن هذا أفضل ليأخذ العمل حقه في القصة والتحضيرات واختيار الأبطال المشاركين. - ما رأيك في المنصات والتي أصبحت منتشرة مؤخرا ؟ - أنا من مؤيدي فكرة المنصات التي أصبحت منتشرة لأسباب كثيرة، أبرزها أن الجمهور يكون له الحق في مشاهدة العمل في الوقت الذي يناسبه، ثانيا مشاهدة الأعمال بشكل لائق بدون إعلانات والتي أصبحت مساحتها كبيرة أثناء عرض الحلقات وتتسبب في تشويهها وعدم متابعتها من جانب المشاهد، مما ينعكس على العمل والمشاهد أيضا. - قدمت أكثر من عمل درامي وحقق نجاح جماهيري كبير، مثل «خان الحرير» و«صقر قريش»، لماذا لم تكرر مثل هذه النوعية من الأعمال خاصة التى تناسب شهر رمضان ؟ - أريد أن أوضح أمرا هاما بانني لم أقدم أعمال دينية ، مسلسل «خان الحريري» كان ينتمي لنوعية الأعمال الدرامية الاجتماعية السياسية فالأعمال التي تم ذكرها « خان الحريري» و «صقر قريش» ينتميان إلى نوعية الأعمال التاريخية. الدراما التاريخية المعاصرة والسياسية الإجتماعية مهمة جدا بالنسبة للمشاهد العربي ، منذ أكثر من 20 عاما كانت دائما هناك أعمال كبيرة ومميزة، مثل مسلسلي « خان الحريري» و «ليالي الحلمية»، فهذه الدراما الاجتماعية تتحدث عن الواقع السياسي المعاصر، وأيضا الأعمال التاريخية الأخرى مثل « هارون الرشيد و عمر بن عبد العزيز وصقر قريش و ملوك الطوائف، فهذه الأعمال الكبيرة قدمت للمشاهد الإمتاع، وأصبح الجمهور على دراية بتاريخه بشكل عميق، وبالتالي أرى أن مثل هذه الأعمال لابد وأن تكون موجودة بشكل مكثف ولا تنقرض من الشاشات العربية. - وماذا عن السينما ؟ - أحضر لعمل سينمائي كبير الفترة المقبلة لا أريد الحديث عن التفاصيل إلا بعد الانتهاء من كافة التحضيرات، وهو إنتاج عربي، حتى الآن لم يتم ترشيح الأبطال المشاركين في الفيلم الجديد، ولكن مخرج العمل هو أحد أفضل المخرجين العرب. - وأين أنت من المسرح ؟ - أحضر لمشروع مسرحي موسيقي كبير، وسيقدم بميزانية ضخمة، وأنا أعشق الوقوف على خشبة المسرح لعدة أسباب، فهناك تواصل مباشر مع الجمهور، وأيضا المسرح له مذاق خاص مع العرض بشكل يومي.