سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غليان فى أوروبا والصين ترد ب34٪ رسوم.. والاقتصاد العالمى يدفع الثمن أمريكا تشعل فتيل حرب تجارية عالمية ..تعريفات ترامب تشمل الحلفاء والخصوم وتصل لجزر القطب الجنوبى
« التعريفات الجمركية الجديدة التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى يوم أطلق عليه يوم التحرير، ولم يستثن منها احداً ستشعل حرباً تجارية عالمية غير مسبوقة وتثير فوضى فى النظام التجارى العالمى»، هذا ما اتفق عليه المحللون والخبراء الاقتصاديون حول العالم فى تقييمهم لقرارات ترامب المزلزلة التى شملت فرض حزمة تعريفات جمركية طالت كل أنحاء الأرض من هاييتى وحتى الجزر البركانية غير المأهولة فى القارة القطبية الجنوبية، كما تقول صحيفة الجارديان. ووفقاً لقرارات ترامب سيتم فرض تعريفة شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات لأمريكا، مع زيادات بنسب متفاوتة على دول بعينها تشمل حلفاء وخصوما، أعلاها التى فرضت على ليسوتو ووصلت إلى 50% تليها كمبوديا 49%، لاوس 48%، وفيتنام 46%. اقرأ أيضًا | تطورات عاصفة ترامب الجمركية.. لحظة بلحظة وشملت التعريفات الجديدة 100 دولة وكيان أبرزها الصين 34%، وتايوان 32% واليابان 24% ، والاتحاد الأوروبى 20%. وعلى المستوى العربى تم فرض رسوم تبادلية بنسبة 10% على الدول العربية بما فيها مصر مع رفعها لنسب تتراوح تنازليا بين 41% و 20% ل 7دول عربية هى سوريا والعراق وليبيا والجزائر وتونس والأردن على الترتيب.. الخطوة، التى تمثل أعنف تحرك أمريكى فى السياسة التجارية منذ قرن تقريبًا، أثارت ردود فعل كبيرة ومتنوعة، كان أكثرها حدة ووضوحاً قرار رئيس الوزراء الكندى فرض رسوم جمركية «انتقامية» بنسبة 25% على المركبات الأمريكية، ردًا على التعريفات التى فرضتها إدارة ترامب على السيارات الأجنبية. وكذلك دعوة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الشركات الأوروبية لتعليق استثماراتها فى أمريكا. من جانبه هدد الاتحاد الأوروبى، الشريك التجارى الرئيسى لواشنطن وأكبر سوقٍ مُوحّدةٍ للصادرات الأمريكية، باتخاذ تدابير مضادة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد جاهز للرد بتعريفات جمركية، خاصة فى قطاع الخدمات والتكنولوجيا، وإنه ينهى بالفعل الحزمة الأولى من إجراءات مضادة للرسوم التى فرضتها أمريكا على الصلب، ويجهز لمزيدٍ من الإجراءات المضادة لحماية مصالحه وأعماله فى حال فشلت المفاوضات». والشهر الماضي، ردّ الاتحاد الأوروبى على رسوم ترامب الجمركية على الصلب والألومنيوم بتدابير مضادة على صادرات سلع أمريكية تصل قيمتها 28 مليار دولار. ومن جانبها قالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية إن الاتحاد الأوروبى سيرد على مرحلتين، وسيُطبّق «المرحلة الأولى» الخاصة بالألومنيوم والصلب منتصف أبريل، بعدها سيستهدف «جميع المنتجات والخدمات»، ومن المرجح أن تكون الإجراءات جاهزة نهاية أبريل، وإن كان الأمر لا يزال قيد المناقشة.. أعلنت الصين، اليوم الجمعة، عن سلسلة من الرسوم الجمركية والقيود الإضافية على السلع الأمريكية ردًا على الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. من جانبها فرضت الصين رسوما جمركية بنسبة 34 ٪ على جميع السلع الأمريكية اعتبارا من 10 أبريل.. وأعلنت عن ضوابط على صادرات المعادن الأرضية النادرة المتوسطة والثقيلة إلى أمريكا اعتبارا من 4 من أبريل. يذكر أن التعريفات الجديدة التى فرضتها واشنطن على بكين بنسبة 34%، تضاف إلى 20% رسوم جمركية فرضتها عليها سابقا إدارة ترامب ليرفع الإجمالى إلى 54%. اليابان بدورها أكدت أن جميع الخيارات متاحة، بينما تدرس بعض الحكومات التنسيق فيما بينها لاتخاذ إجراءات انتقامية منسقة، ما ينبئ باندلاع حرب تجارية واسعة النطاق تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي.. ويرى البعض أن قرارات ترامب تأتى فى إطار سياساته المعروفة بحافة الهاوية والغرض منها دفع الدول للتفاوض للتوصل لاتفاقات تعطى ميزات تفضيلية أكبر لأمريكا. واستدلوا على ذلك ببيان البيت الأبيض الذى ترك الباب موارباً عندما قال إن الرسوم الجمركية قد تخضع للتغيير، حيث يجوز التفاوض بشأنها مع الشركاء التجاريين الذين «يتخذون خطوات هامة لمعالجة الترتيبات التجارية غير المتبادلة». وبما أن الرسوم الجمركية لن تُطبق حتى 9 أبريل، فلا يزال أمام الدول بضعة أيام للتفاوض مع إدارة ترامب. خاصة أن ترامب حدد فى كلمة «يوم التحرير»، 3 شروط لرفع الرسوم الجمركية عن أى دولة. عندما قال: «من يتصل بى من القادة للتفاوض سأطلب منه شراء منتجات أمريكية ورفع القيود التجارية وعدم التلاعب بسعر صرف عملة بلاده». وقد دفعت هذه التصريحات بعض الدول للتأنى فى تفاعلها مع القرارات حيث أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إنها ستبذل قصارى جهدها للتوصل لاتفاق مع واشنطن. وأعلنت المكسيك أنها ستتجنب فرض رسوم جمركية «متبادلة». وبالمثل، استبعد رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر الرد الفوري، مؤكداً على استمرار المحادثات مع واشنطن للتوصل لاتفاق يلغى أو يخفض الرسوم الجمركية على بريطانيا. كذلك أعلنت كل من كوريا الجنوبية والهند، تأجيل أى إجراءات فى الوقت الحالى سعياً للحصول على تنازلات.. ويرى داريو بيركنز، المدير الإدارى فى شركة تى إس لومبارد للأبحاث المالية أن معظم الدول ستفضل «أدوات سياسية أخرى» على فرض رسوم جمركية انتقامية، لكن هذا التناوش سيدفع ثمنه النمو الاقتصادى العالمى الذى من المتوقع أن ينخفض بنسبة 0.5% حتى العام المقبل، وهو أمرٌ بالغ الخطورة. فيما حذّر محللون من ضربة قاصمة للتجارة العالمية. يقع العبء الأكبر منها على عاتق الدول الفقيرة.