إيمان مصيلحى فى الوقت الذى تصور فيه كثيرون أن الضربة العسكرية الأمريكية الإسرائيلية للمنشآت النووية فى إيران أصبحت أمرًا محتومًا، خاصة مع تصاعد التهديدات الأمريكية من ناحية وإرسال واشنطن للمزيد من الطائرات المقاتلة وحاملة طائرات جديدة إلى الشرق الأوسط، ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية بوادر انفراجة مع حديث أمريكى وإسرائيلى عن الخيار الدبلوماسى لحل أزمة الملف النووى الإيرانى. وتشير التصريحات المتضاربة من المسئولين الأمريكيين إلى نقاش داخلى محتدم بين دعاة التصعيد العسكرى وأنصار الحلول الدبلوماسية. اقرأ أيضًا | قطر تدعو لتحرك دولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ونقل موقع إكسيوس الإخبارى الأمريكى عن مصادر مسئولة القول بأن الكفة فى واشنطن تميل حاليًا لصالح معسكر الخيار الدبلوماسى. كما صرَّح جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلى، بأن بلاده تُفضل المسار الدبلوماسى فى التعامل مع البرنامج النووى الإيرانى. من جانبها، تبدو إيران حذرة فى ردود أفعالها، حيث تدرك أن المواجهة المباشرة مع واشنطن ستكون مكلفة، لكنها فى الوقت ذاته لا تُبدى استعدادًا للتنازل دون ضمانات واضحة. وبينما تتواصل الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين فى اليمن، وتسود حالة من الترقب بشأن استهداف المنشآت النووية الإيرانية، تبقى احتمالات التصعيد غير المباشر مرتفعة، سواء من خلال هجمات فى البحر الأحمر أو استهداف القواعد الأمريكية فى العراق وسوريا. ويرى الخبير فى الأمن القومى والمحامى آرش آرامش، فى حديثه مع «إيران إنترناشيونال»، أن تهديد الإدارة الأمريكية الحالية ضد النظام الإيرانى جادّ، وأن على طهران أن تأخذه على محمل الجد. وحول الحديث عن الأبواب المواربة، صرّح مصدر أمريكى رفيع المستوى لموقع «أكسيوس الأمريكى» بأن البيت الأبيض يدرس بجدية عرض طهران بإجراء مفاوضات غير مباشرة بوساطة عمانية، فى الوقت الذى يعزز فيه بشكل كبير وجوده العسكرى فى الشرق الأوسط. وصرّحت مصادر أمريكية بأن فريق التفاوض المحتمل لإيران سيضم ماجد تخت روانجى، نائب وزير الخارجية للشئون السياسية وعضو رئيسى فى فريق التفاوض بشأن الاتفاق النووى فى عام 2015، وكاظم غريب آبادى، نائب مسئول الشئون القانونية بوزارة الخارجية. ووفقًا للتقرير، يدور نقاش داخلى حاد فى البيت الأبيض بين المسئولين الذين يرون أن التوصل إلى اتفاق مع إيران لا يزال ممكناً، وبين أولئك الذين يعتبرون المفاوضات عديمة الجدوى ويدعمون شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. كما صرّح المسئول بأن دونالد ترامب لا يريد الحرب مع إيران، لكنه يعتقد بأن تعزيز القدرات العسكرية فى المنطقة سيخلق قوة ردع تسمح بإجراء المفاوضات من موقع قوة. هذا التوجه يشير إلى توازن بين السعى الدبلوماسى والاستعداد العسكرى وفقًا لما ذكره الموقع الأمريكى. وذكر تقرير المركز الأوروبى لدراسات ومكافحة الإرهاب والاستخبارات أن تهديد ترامب قد يكون جزءًا من استراتيجية تفاوض قسرية تهدف إلى دفع إيران للجلوس على الطاولة بشروط أمريكية أكثر تشددًا. ويأتى هذا بعد أن نجحت إسرائيل فى توجيه ضربات دقيقة داخل الأراضى الإيرانية فى الأشهر الماضية، مما أثبت ضعف الردع الإيرانى. وقالت الصحفية الأمريكية لورا روزن، نقلاً عن مصدر إيرانى، إنه إذا وافقت الولاياتالمتحدة على إجراء محادثات غير مباشرة مع إيران، فإن هذه المحادثات قد تجرى خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة، وعلى الأرجح فى عُمان. وأضاف المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه أن هناك إمكانية لإجراء محادثات مباشرة إذا اتفق الجانبان على إطار لمواصلة المحادثات فى مراحلها الأولى. وبحسب قوله، فإن المرحلة الأولى من هذه المفاوضات من المرجح أن تُعقد من دون تغطية إعلامية وبعيدًا عن المعلومات العامة. ونشرت مدونة «زمن إسرائيل» مقالاً لدانى سيترينوفيتش وهو زميل باحث فى معهد دراسات الأمن القومى يقول فيها إن المفاوضات بين واشنطنوطهران تتلخص فى تقديم ضمانات بأن البرنامج النووى مخصص ل «الاحتياجات السلمية» كأساس لاتفاق مستقبلى.