هذه هى طبيعة الأفعى! هل تملك الأفعى غير السم؟ هل تحسن الأفعى غير اللدغ وإلا كيف نفهم سلوك إسرائيل فى إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلى الشعب الفلسطينى من أهل غزة الذين نسفت إسرائيل بيوتهم وقصفت مدارسهم ومستشفياتهم ومنعت المنظمات الدولية من ممارسة نشاطها داخل غزة! كل هذا الإجرام الدولى تحت زعم محاولات القضاء على حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الموجودة فى قطاع غزة التى تحتجز الأسرى والرهائن الإسرائيليين، لكن ما تفعله إسرائيل فى غزة من مجازر وتدمير وتجويع وقتل للأطفال والنساء والشيوخ تفعل مثله فى الضفة الغربية.. رغم عدم وجود فصائل المقاومة ولا أى أسير أو محتجز إسرائيلى هارب حتى من إسرائيل؟! إنها الأفعى السامة التى لا تملك ولا تجيد إلا القتل أو الطرد القسرى أو الطوعى لكل من يعترض أحلامها أو أفكارها أو ما تدعيه أمنها المهدد. الأفعى تراوغ وتتخفى ولا تتورع أن تنقض فى السر أو العلن بدون أى خجل أو حتى ورع لا تأبه بالبشر أو الحجر أو الطفل أو الشيخ الهرم، فالكل أمامها هدف يحاول أن يهدد أمنها وأحلامها فى تحقيق أغراض غير مشروعة! بعد أن وقعت إسرائيل على اتفاق غزة فى يناير الماضى وتم التزام المقاومة بكل شروط وبنود تنفيذ الاتفاق وإكمال المرحلة الأولى منه رغم محاولات إسرائيل عدم تنفيذ الاتفاق بما يضمن الإفراج عن الرهائن والأسرى والبدء فى الدخول إلى المرحلة الثانية والتى تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع والإفراج عن باقى الرهائن والأسرى الإسرائيليين وإدخال المساعدات الإنسانية وعودة أهالى غزة إلى بلداتهم التى هجروا منها إلى جنوب القطاع، عند بدء تنفيذ المرحلة الثانية كشفت حكومة إسرائيل عن نواياها البعيدة كل البعد عن الإفراج عن الأسرى والرهائن والانسحاب من القطاع ووقف إطلاق النار، لأن فى تنفيذ ذلك تهديدًا لرئيس الحكومة الإسرائيلية بخلعه من مقعدة وتقديمه للمحاكمة! وبدلًا من إكمال تنفيذ اتفاق غزة أعلن عن خطته لتجزئة قطاع غزة والسيطرة على مساحات فيه بزعم استعادة الرهائن الذين تحتجزهم «حماس»، وإعلان وزير الدفاع الإسرائيلى عن نيته السيطرة على أراضٍ واسعة فى غزة وتحويلها إلى «مناطق أمنية»، وكذلك فى الضفة من أجل تعزيز الاستيطان، وقتلت العشرات من الأطفال والنساء، بل استهدفت إسرائيل المنظمات الدولية والأممية والإغاثية والعاملين فيها. وهنا تأتى حتمية دور المجتمع الدولى!