تستمر محاولات العودة مرة أخرى إلى التهدئة فى قطاع غزة وذلك في أعقاب اختراق الاحتلال الإسرائيلى لوقف إطلاق النار منذ ما يقرب من أسبوعين، وسط رغبة إسرائيلية فى توسيع دائرة النار مع تمدد قصفها الجوى إلى جنوب العاصمة اللبنانيةبيروت، ما يشير إلى أن الرغبة فى استمرار الصراع ورفض أى مساعدة للتهدئة فى المنطقة سيكون سائدا بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة، بعد أن أضحت الولاياتالمتحدة مستلسمة بشكل كبير إلى مساعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو الهروب إلى الأمام وتحقيق أهدافه التي يتحدث عنها وتتعلق كما يدعى ب«تغيير وجه الشرق الأوسط». ◄ الاحتلال يخرق الهدنة مع حزب الله بهجمات غير مبررة قال الرئيس اللبناني، جوزاف عون، إن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبيةلبيروت هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، ودعا «المجتمع الدولى إلى أن يضع حداً للاعتداءات، وإرغام إسرائيل على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به»، بينما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبيةلبيروت تنتهك وقف إطلاق النار، ووصفها بأنها «غير مقبولة» و«غير مبررة»، داعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب فوراً من المواقع الخمسة، التي لا يزال يحتلها في الأراضي اللبنانية، فيما شدد الرئيس اللبناني «جوزاف عون» على أن الهجوم الإسرائيلى هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله». ◄ وفد أمني مصري ومع نهاية الأسبوع الماضي، وصل وفد أمنى مصرى إلى العاصمة القطرية الدوحة؛ لمواصلة المباحثات الرامية للإفراج عن الأسرى والرهائن، فى إطار مرحلة انتقالية إلى السعى لخفض التصعيد، وذلك من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ تمهيداً للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، وتضمنت التطرق إلى الإفراج عن الأسرى والرهائن فى إطار مرحلة انتقالية للسعى لخفض التصعيد. وتشهد مفاوضات وقف إطلاق النار جمودا خلال الأسابيع الماضية، فى وقت يهدد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالسيطرة على مناطق فى قطاع غزة حال لم تفرج حماس عن الرهائن، وذلك بعد أن علَّقت إسرائيل مطلع الشهر الحالى دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، ثم أعلنت وقف إمداده بالتيار الكهربائي، وبعدها بدأت فى ضرباتها الجوية وتوغل عناصر ببعض مناطق القطاع. ■ مبانٍ مهدمة في غزة ◄ الأممالمتحدة تتهم إسرائيل بمنع توزيع المساعدات ◄ موقف الأممالمتحدة وقالت الأممالمتحدة، إن استئناف العمليات الإسرائيلية أدَّى لنزوح 142 ألف فلسطينى خلال 7 أيام، ومنذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية فى غزة قُتل 855 شخصاً على الأقل بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع. وعلّقت إسرائيل، مطلع الشهر الماضي، دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، ثم أعلنت وقف إمداده بالتيار الكهربائي. واتهمت الأممالمتحدة، إسرائيل بمنعها من توزيع ما تبقى من الأغذية والمساعدات المخزنة فى مستودعاتها داخل قطاع غزة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التى تعصف بالمدنيين المحاصرين، وقالت المنظمة الدولية فى بيان: «لا مبرر للعقاب الجماعى فى قطاع غزة»، مؤكدة أن القيود الإسرائيلية تعيق عمليات الإغاثة، بينما يعانى السكان من نقص حاد فى الغذاء والدواء، وأضاف البيان أن سيارات الإسعاف فى غزة أصبحت غير قادرة على العمل بسبب نفاد الوقود، مما يزيد من صعوبة نقل المصابين والمرضى، فى ظل استمرار القصف الإسرائيلي، كما كشفت الأممالمتحدة عن فقدان 9 من أفراد طواقمها الطبية قرب معبر رفح، دون توفر أى معلومات عن مصيرهم حتى الآن، ودعت المنظمة إلى «وقف فورى لإطلاق النار، وضمان دخول آمن للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة»، مؤكدة أنها «تشهد جرائم وحشية تُرتكب بحق المدنيين». ◄ الأمم المُتحدة وأكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أن القصف الإسرائيلى على مناطق مأهولة بالسكان، «يحمل بصمات» جرائم وحشية، وأضاف ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب: «هناك استهتار صارخ بحياة البشر وكرامتهم. أعمال الحرب التى نراها تحمل بصمات جرائم وحشية»، وكان برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة حذر من أن المساعدات الغذائية المتبقّية له لا تكفى سوى لأسبوعين فى غزة، فيما عاد الجوع يهدد القطاع مع استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية فيه، كما أضاف فى بيان أنه لم يعد يملك سوى «حوالى 5700 طنّ من المخزون الغذائى فى غزة»، ما يسمح له بتوزيع طرود وطحين ووجبات ساخنة «لأسبوعين على أقصى تقدير». ◄ الحرازين: نتنياهو سيرفض إطلاق النار قبل الانتخابات ◄ مصلحة نتنياهو وقال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح الفلسطينية، إن الاحتلال سيرفض أى وقف لإطلاق النار خلال الأشهر المقبلة، وأن الاستعدادات للانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها مطلع العام المقبل سوف تحتم على نتنياهو الاستمرار فى الحرب التزاما بوعود قطعها على اليمين الأكثر تطرفا داخل حكومته، وذلك لضمان بقائه فى السلطة، وأن استعادة الرهائن والقضاء على حماس ستكون أهدافا أولية سوف يسعى لتحقيقها ثم محاولة فرض سيناريو التهجير، وأن استمرار القتال قد يتخلله بعض الهدن المتقطعة لفترات قليلة دون العودة مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن الوساطة الآن يمكن القول بأنها مصرية قطرية فقط، بعد أن انحازت الولاياتالمتحدة بشكل كامل إلى إسرائيل، وتمضى فى طريق تمكين اليمين المتطرف من تحقيق كل أهدافه على أرض الواقع، حيث إنها تدعم كل ما يجرى من جرائم ترتكب الآن على أرض الواقع، فى حين يحاول كلٌ من القاهرةوالدوحة استعادة السيطرة على زمام التهدئة ونزع ذريعة نتنياهو التى تجعله ماضيا فى حربه، سواء فيما يتعلق ببقاء حماس فى السلطة أو استمرار حجز الرهائن، وأن الاتصالات لا تتوقف مع الإدارة الأمريكية لكى تغير من مواقفها الحالية لصالح لعب دور ضاغط على إسرائيل، وشدد على أن حركة حماس سيكون عليها أن تنزل من الشجرة التى أخذت الشعب الفلسطينى عليها بعيدا عن المسئولية الوطنية، وذلك من أجل إنهاء ذرائع إسرائيل ومنح قدرة أكبر للضغط عليها، والعمل على كشف نواياها وخططها بشكل أكبر أمام المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن حركة حماس استجابت لكثير من المطالب خلال الفترة الماضية، لكن يبدو أنها ليست كافية للتعامل مع ذرائع الاحتلال، مشيرا إلى أن دعم تواجد السلطة الفلسطينية يمكن أن يساهم فى إقناع المجتمع الدولى بنوايا الفلسطينيين الحقيقية نحو السلام، ورغم التزام حركة حماس ببنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية استجابة لضغوط المتطرفين فى حكومته. ◄ اقرأ أيضًا | ماكرون: ندعم الخطة العربية لإعمار غزة ونرفض تهجير سكانه ◄ الحنفي: الاحتمالات مفتوحة على أوضاع أكثر سخونة ◄ الاحتمالات مفتوحة وقال السفير على الحنفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الاحتمالات مفتوحة على أوضاع أكثر سخونة فى منطقة الشرق الأوسط التى تشهد حالة هشاشة كبيرة وتمر بمرحلة جديدة ومختلفة فى سماتها عن الفترة الماضية، مشيرا إلى أن المشكلة فى أن الولاياتالمتحدة تقدم دعمًا غير مسبوق لإسرائيل وتكرس لمبدأ عدم التوازن لصالح دولة الاحتلال، وهو ما يخلق مشكلات كبيرة بالمنطقة سوف تجرها إلى أوضاع مستقبلية صعبة، وسوف تمتد آثارها على المنطقة وشعوبها لسنوات طويلة وهى ليست بالبساطة التى يتصورها البعض، وأوضح أن الولاياتالمتحدة ومن خلفها إسرائيل يروجان لأن المطلوب هو تغيير خريطة الشرق الأوسط، ولا أحد يعرف ماذا بعد أن يتم فرض أوضاع مستجدة على المنطقة وما الذى سوف ينتج عنها، وأنه مع طول أمد الصراع خُلقت تعقيدات صعبة وهناك أوضاع لن يتم حسمها بين عشية وضحاها، بخاصة أننا نتحدث عن منطقة لديها امتدادها واتساعاتها نحو الشرق الأدنى ونتحدث عن دول كبيرة. وأشار إلى أن الدولة العظمى فى العالم لا تقوم بالتزاماتها ومسئولياتها تجاه حماية الأمن الإقليمى والدولي، وهناك أدوار يتوسم الجميع فى أن تقوم بها لإحداث الاستقرار وليس الوصول إلى أن يبقى هناك ضربات فى فلسطين وسوريا واليمن ولبنان وإيران وإسرائيل أيضا، مشيرا إلى أن مؤسسات صنع القرار الأمريكية تتعامل مع الأوضاع الحالية بطريقة مخيبة للآمال، وتستخدم جميع أنواع الابتزاز السياسى والضغوطات على دول وشعوب المنطقة وتعمل على خلق فراغات يصعب ملؤها أو يتم شغلها بقوى لا تحل الأزمات وإنما تخلق مشكلات أكبر.