هل نستقبل عيد الأضحى فى ظل أحوال وظروف أقرب إلى تلك التى عايشناها فى رمضان، وامتدت طوال أيام عيد الفطر؟. سارقو الفرحة أقسموا على ألا نشعر بما اعتدنا عليه فى الشهر الكريم، من مظاهر تنشر السكينة والطمأنينة والسعادة فى النفوس!. ساد اللون الأحمر، دماء الأبرياء تسيل أنهارا، بالتوازى مع اللون الأسود الذى يحلل مشاهد أولئك الذين فقدوا الأعزاء والأحباب! سارقو الفرحة الذين رسموا المشاهد الكئيبة باللونين الأحمر القانى والأسود القاتم نشروا التعاسة والألم، وتباهوا بالظلم وسلب الحقوق حتى أبسطها، من شربة ماء نظيفة، وكسرة خبز غير مغموسة بالإهانة! مع غياب الضمير والحد الأدنى من القيم الإنسانية، تحول من احترفوا سرقة حق البشر فى الفرحة مجرد مسخ مشوه، فهم أشباه بشر، أو شىء أقرب إلى الماكينات أو الجمادات، لا قداسة عندهم لأخوة انسانية، ولا يعنيهم فى كثير أو قليل أن الملايين من الصائمين يحق لهم أن يمارسوا شعائرهم وهم مطمئنون، وحين يقترب عيدهم يستعدون ليوم الجائزة بطقوسه المعتادة عبر قرون، وأن تعلو الابتسامة شفاه أطفالهم، وأن يلتقطوا أنفاسهم ببهجة تليق بالمناسبة إذ أن من يسرقون الفرحة، لا يسمحون بأى احتفال حتى عندما يعود أسير لأحضان أرضه وأهله، فحرام على الجميع أن يهنأوا بتلك اللحظة! سارقو الفرحة فى القرن الحادى والعشرين يقفون حجر عثرة، ضد الرغبة بل الحاجة الفطرية لدى الإنسان، بأن يستقبل مناسباته المقدسة بما يتناسب مع معانيها، ويتناغم مع مظاهرها!. ما تفسير ذلك، هل هؤلاء عدوانيون بطبعهم؟ هل فقدوا فطرتهم؟ هل يستكثرون على الآخرين أبسط معانى الفرحة؟ ربما كل ذلك وأكثر! سارقو الفرحة الذين يباهون بأنهم يتربعون على عرش التقدم المادى، فقدوا أى احساس بالمسئولية نحو الآخرين، بل نحو العالم الذى يعيشون فيه، بينما هم منفصلون عنه، ولا يعنيهم سوى مصالحهم ورغباتهم، وليذهب الجميع للجحيم!.