أحسب أن الوقت قد حان الآن كى نقول بكل الصراحة والوضوح أن قيمة العمل مازالت للأسف غائبة عن التقدير الواجب والمستحق لدى البعض منا.. ولابد أن نقول ايضا إن انتاجنا فى مواقع كثيرة مازال للأسف أقل مما يجب ان يكون عليه، وان جودته ليست فى المستوى الذى يجب أن تكون عليه ايضا، مقارنة بجودة المنتج لدى دول أخرى. وإذا كنا نريد تغييرا حقيقيا ومؤثرا فى مصر، وأن يكون هذا التغيير ملموسا وواضحا إلى الأفضل، ومؤديا إلى التقدم وناقلا للمجتمع والدولة إلى ما نتطلع إليه، وما نسعى إليه من بناء للدولة القوية الحديثة على المستويين الاقتصادى والاجتماعي، فلابد أن نأخذ بأسباب هذه القوة وتلك الحداثة. وفى هذا علينا أن ندرك بوضوح أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون عمل جاد وجهد متواصل وإصرار مستمر على بذل أقصى قدر من الجهد والعمل لتحقيق هذا الذى نتطلع اليه ونسعى له. وإذا آمنا بذلك يصبح للعمل قيمة مؤكدة وراسخة فى وجداننا جميعا، نؤمن بها ونسعى لإعلائها بحيث تصبح فى مقدمة كل القيم الاجتماعية والانسانية لدينا، وجزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافى والقيمى لنا جميعا. وفى هذه الحالة يصبح العمل والإنتاج فى أذهان كل المصريين، هو المعادل الموضوعى للتغيير إلى الأفضل، والطريق السليم والسوى بل والوحيد للتقدم والتحديث والاصلاح، والانتقال بالأفراد والمجتمعات والدول إلى الحداثة والتقدم. ولعله لا يخفى علينا جميعا أن الوصول إلى ذلك أصبح ضرورة لا يمكن تأجيلها أو تجاهلها، ولكنها ضرورة تفرض علينا القضاء أولا على المفاهيم السلبية المعوقة للإنتاج والعمل والالتزام بالجدية، مثل مفاهيم الفهلوة والاستهتار والإهمال والتكاسل،..، وأن تحل محلها قيمة العمل والجدية وأن يكون هدفنا جميعاً زيادة الإنتاج وجودة المنتج.