لن يطول الوقت حتى يكتشف الإسرائيليون أن أعدى أعدائهم ليسوا فى الخارج كما يقال لهم، وإنما هم من يحكمونهم ويقودونهم إلى الكارثة بكل إصرار»!!» وأن هؤلاء الحكام المهووسين بالعنف والكراهية لن يتركوا وراءهم إلا الثمار المرة لما يزرعونه اليوم؛ هم يقتلون الأطفال، ويغتالون كل فرصة للسلام، وينتهكون كل القوانين، ويتوهمون أنهم قادرون على الإفلات من العدالة للأبد!! فى أول أيام عيد الفطر لم تجد طائرات العدو الصهيونى ما تستهدفه فى غزة إلا خيام النازحين بمن فيها من أطفال ونساء لتكون الحصيلة أكثر من ستين شهيداً، وليكتمل مشهد الجريمة الصهيونية التى ما كانت تتم لولا الدعم الأمريكى مع انتشال جثث 14 من رجال الإسعاف وهم مقيدو الأيدى بعد استهداف سياراتهم عمداً من الإسرائيليين ثم إعدامهم ودفنهم فى حفرة تم اكتشافها بعد أيام!! هذه هى الحرب التى يقودها مجرم الحرب نتنياهو وعصابة الإرهاب والتطرف التى تشاركه الحكم، والتى يتصور أنها ستأتى له ب «النصر المطلق» الذى يغطى على تراكم الفشل بعدما يقرب من عام ونصف على حرب الإبادة التى يستأنفها نتنياهو اليوم لا لشىء إلا ليبقى فى الحكم رغم إرادة الإسرائيليين أنفسهم الذين يطالب أكثر من 70٪ منهم اليوم برحيله بعد أن اكتشفوا - مؤخراً- أنهم حين سمحوا لنتنياهو وحلفائه من زعماء عصابات اليمين المتطرف أن يمارسوا الإرهاب وينشروا الدمار ويقيموا المذابح الجماعية ضد أطفال فلسطين، كانوا - فى نفس الوقت - يفتحون الباب أمام نتنياهو لينقل إرهابه إلى الداخل، ولينقلب على القانون ويضع الإسرائيليين جميعاً أمام خطر الحرب الأهلية!! فى العيد أيضاً تمضى آلة القتل الإسرائيلية فى سفك الدم الفلسطينى، ويعطل نتنياهو أى فرصة للتهدئة، ولايمل من تأكيد أن كل ما يفعله يتم بالتنسيق مع واشنطون.. لكن كل ذلك لايطمئن معظم الإسرائيليين بل يزيد مخاوفهم. يدركون أن نتنياهو يقودهم إلى الكارثة، وأنهم سيدفعون الثمن غالياً، وأن العدالة قد تتأخر لكنها - فى النهاية - ستقتص من الإرهاب الصهيونى كما يحدث مع كل إرهاب آخر. أما فلسطين فقد تعودت أن تنجب الشهداء وأن تثأر لهم وأن تصمد حتى نحتفل معها بالعيد المنتظر، وبالدولة المستقلة، والقدس المحررة، وبالوعد الصادق حين يتحقق.. ولوكره الإرهاب، ومجرمو الحرب، وقتلة الأطفال، ومن يخططون للتهجير القسرى أو ينتظرون المزيد من سلام إبراهام أو مذابح نتنياهو!! غاب العيد عن فلسطين.. لكن كانت فلسطين - وستظل - حاضرة فى كل عيد حتى صلاة النصر فى الأقصى الشريف.