مع اقتراب موعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن يوم تحرير التجارة في الثاني من أبريل، وفي ظل تصاعد وتيرة الحروب التجارية بين أمريكا والدول الأخرى، تتسارع الدول المستهدفة ب الرسوم الجمركية الأمريكية إلى اتخاذ خطوات دفاعية قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في التحالفات التجارية والجيوسياسية. وتبنت هذه الدول استراتيجيات دفاعية قوية في محاولة لتفادي العواقب الوخيمة، حيث كثفت أنشطتها الدبلوماسية في محاولة لتفادي تداعيات الرسوم الجمركية، التي قد تلحق أضراراً كبيرة باقتصاداتها وتؤثر بشكل كبير على صناعاتها المحلية. اقرأ أيضا | حرب ترامب التجارية مستمرة.. زيادة الرسوم الجمركية على كندا ل 50% مفاوضات متزايدة لمواجهة الرسوم الجمركية التقى كبير مسؤولي التجارة في الاتحاد الأوروبي- ماروس سفكوفيتش، مع وزير التجارة الأمريكي- هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأمريكي- جاميسون جرير في الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء الماضي، في محاولة لتخفيف حدة التوترات التجارية. كما أبدت حكومة الهند استعدادها لإجراء محادثات مع الوفد الأمريكي الذي وصل إلى نيودلهي بهدف التوصل إلى اتفاقية تجارة ثنائية، بينما يزور برندان لينش- مساعد الممثل التجاري للولايات المتحدة لشؤون جنوب ووسط آسيا، الهند لمواصلة المفاوضات وتجنب فرض رسوماً إضافية على واردات البلدين. اقرأ أيضا | ارتفاع الطلب يقلص مخزونات النفط الخام الكندي إلى مستويات قياسية تكثيف المفاوضات التجارية يعكس تكثيف المفاوضات في الأيام التي تسبق الثاني من أبريل، الموعد الذي يعتزم فيه ترامب إعلان تطبيق الرسوم الجمركية، حاجة الدول التجارية الكبرى لتقديم تنازلات والرد على انتقادات البيت الأبيض بشأن اختلال الميزان التجاري مع الولاياتالمتحدة. استراتيجيات مواجهة الرسوم تسعى بعض الدول إلى تقديم اقتراحات تهدف إلى الحد من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على اقتصاداتها، حيث تدرس الحكومة البريطانية إمكانية خفض ضريبة الخدمات الرقمية أو حتى إلغائها تماماً قبل الموعد المحدد، وتخطط ماليزيا لتشديد الرقابة على تدفق رقائق "إنفيديا" المتطورة، بعد أن طالبت الولاياتالمتحدة بزيادة الرقابة على هذه المنتجات التي قد تُصدّر إلى الصين. كما أعلنت الحكومة الكندية عن مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تخفيف تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية، وتشمل هذه التدابير تأجيل سداد ضرائب الشركات وضريبة الاستهلاك في محاولة لدعم التجارة والاستثمار المحلي. اقرأ أيضا | فرنسا على حافة الركود.. الاقتصاد يتعثر وسط تهديدات الحرب التجارية مصلحة الضرائب الخارجية وأوضح وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أن الإدارة الأمريكية تعمل على خطط جديدة تتعلق ب"مصلحة الضرائب الخارجية"، وهي وكالة ستُشرف على تحصيل الرسوم الجمركية بهدف تعزيز النفوذ الأميركي في التجارة العالمية. اقرأ أيضا | التضخم يصعد مجددًا والادخار يرتفع.. هل يواجه الاقتصاد الأمريكي أسوأ تحدياته؟ انقسامات الاتحاد الأوروبي وقلق عالمي حذر رئيس وزراء أيرلندا من أن السياسات الجمركية التي يتبعها ترامب قد تكشف عن انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي نفسه، حيث دعت فرنسا إلى اتخاذ نهج أكثر قسوة في الرد على هذه الرسوم، بينما أبدت إيطاليا قلقها من تأثير هذه السياسات على علاقتها التجارية مع الولاياتالمتحدة. وتسود حالة من القلق بين محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية في مختلف أنحاء العالم، الذين يعبرون عن مخاوفهم من أن الحرب التجارية العالمية قد تعيق النمو الاقتصادي وتؤدي إلى ارتفاع التضخم، وهو ما قد يعقد عملية اتخاذ قرارات بشأن رفع أو خفض أسعار الفائدة في مواجهة هذه التطورات. اقرأ أيضا | التضخم يصعد مجددًا والادخار يرتفع.. هل يواجه الاقتصاد الأمريكي أسوأ تحدياته؟ استعدادات صينية كما أبدت الصين استعدادها لمواجهة أي أضرار قد تنتج عن زيادة الرسوم الجمركية الأميركية، حيث أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج في تصريحات له في منتدى التنمية الصيني في بكين أن بلاده مستعدة للتعامل مع أي تحديات قد تنشأ نتيجة لهذه السياسات، وشدد على أهمية فتح الأسواق بشكل أكبر لتعزيز التعاون الدولي. إعادة تشكيل التحالفات الجيوسياسية أظهرت تحركات بعض الدول رغبتها في إعادة تقييم علاقاتها الجيوسياسية في ظل التغيرات التي فرضها موقف ترامب من التجارة العالمية، حيث يعتزم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز زيارة الصين في الشهر المقبل لعقد لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينج، كما سيزور فيتنام أيضا. تشير مثل هذه التحركات إلى رغبة الدول الأوروبية في توسيع تحالفاتها مع دول أخرى، في محاولة لتعويض أي أضرار قد تلحقها الحروب التجارية مع الولاياتالمتحدة.