من المعروف أن القارة الإفريقية تمتلك موارد طبيعية وبشرية ضخمة، حيث إن لديها حوالى 930 مليون هكتار من الأراضى الصالحة للزراعة علاوة على الموارد التعدينية والموارد الخام وغيرها. كما أن عدد سكان القارة يبلغ حوالى 1.4 بليون نسمة معظمهم من الشباب (حوالى %60). وفى إطار الأهداف الأممية للتنمية المستدامة SDG`S السبعة عشر وفى ضوء رؤية الاتحاد الإفريقى ووثيقة الإعلان الرسمى الذى وقعه الزعماء الأفارقة تم تحديد تطلعات وأهداف أجندة التنمية فى إفريقيا 2063. وتواجه الدول الإفريقية فى سبيل تحقيق هذه التطلعات والأهداف العديد من التحديات المحلية والإقليمية والدولية. فعلى المستوى المحلى هناك قصور فى البُنى التحتية ونقص فى التمويل والاستثمار وضعف فى التكنولوجيات الحديثة وفجوة فى الغذاء والتى تبلغ حوالى 50 مليار دولار سنويا كما أن هناك حوالى 224 مليون نسمة يعانون من نقص وسوء التغذية وأن حوالى نصف الأرض الصالحة للزراعة غير مستغل، كما أن التجارة البينية بين الدول الإفريقية لا تتعدى %15 من إجمالى التجارة الإفريقية. وعلى المستوى الإقليمى والدولى فهناك تحديات وأزمات التغيرات المناخية والحرب الروسية الأوكرانية والتصحر وندرة المياه والتنوع البيولوجى ومن أجل مواجهة هذه التحديات والأزمات فإن الدول الإفريقية كل على حدة تنفذ إستراتيجيات وسياسات وخططا وبرامج ومشروعات وطنية على طريق تحقيق التنمية المستدامة. إلا أن الأمر يتطلب بالإضافة إلى الجهود الوطنية داخل كل دولة إفريقية على حدة ضرورة التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول الإفريقية والتخصص فى الإنتاج وفقاً للمزايا النسبية والتنافسية وبما يحقق الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الاقتصادية المتاحة فى إفريقيا ومع تشجيع التجارة البينية بين الدول الإفريقية لتصل إلى حوالى % 40 فى إطار منطقة التجارة الحرة الإفريقية، كما تشمل أوجه التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول الإفريقية مجالات تبادل المعارف والخبرات والدعم الفنى وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا وإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة فى كل القطاعات الاقتصادية الإنتاجية والخدمية. ومن الجدير بالذكر أن مصر تحرص على تعزيز سبل التنسيق والتعاون والتكامل بينها وبين الدول الإفريقية الشقيقة من أجل تحقيق تطلعات وأهداف أجندة التنمية فى إفريقيا 2063. أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة ومحافظ الفيوم الأسبق