واشنطن- وكالات الأنباء: سعت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى احتواء التداعيات بعدما كشف صحفى فى إحدى المجلات أنه تم ضمه بالخطأ لنقاش جماعى سرى لخطط حربية حساسة جدا، بينما دعا ديمقراطيون بارزون مسئولين فى الإدارة إلى الاستقالة بسبب هذا الخرق الأمني. وشهدت تولسى جابارد مديرة المخابرات الوطنية وجون راتكليف مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه)، وكلاهما كان مشاركا فى النقاش عبر تطبيق التراسل، أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ بأنه لم تتم مشاركة أى أمور سرية فى المحادثة الجماعية على تطبيق سيجنال للمراسلة المشفرة. لكن أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين عبروا عن شكوكهم فى شهادتيهما، وقالوا إن الصحفى جيفرى جولدبرج رئيس تحرير مجلة (ذى أتلانتيك) أفاد بأن وزير الدفاع بيت هيجسيث نشر تفاصيل عملياتية عن ضربات وشيكة ضد الحوثيين فى اليمن تضم معلومات عن الأهداف والأسلحة التى ستنشرها الولاياتالمتحدة وتسلسل الهجمات. وقال السيناتور أنجوس كينج، وهو عضو مستقل متحالف مع الديمقراطيين، فى جلسة شهدت مناقشات محتدمة: من الصعب بالنسبة لى أن أصدق أن الأهداف والتوقيت والأسلحة ليست (من المعلومات) المصنفة على أنها سرية. وواجهت أمس جابارد وراتكليف المزيد من المشرعين، وذلك خلال جلسة الاستماع السنوية لمجلس النواب حول التهديدات العالمية. وقال السيناتور الديمقراطى رون وايدن فى الجلسة: أعتقد أنه يجب أن تكون هناك استقالات، بدءا بمستشار الأمن القومى ووزير الدفاع. لكن ترامب عبر عن دعمه لفريقه للأمن القومى حين سئل عن المسألة خلال فعالية فى البيت الأبيض وكان معه مستشاره للأمن القومى مايكل والتز الذى أضاف جولدبرج بالخطأ إلى المناقشة على سيجنال. وعبر ترامب، عن دعمه لمستشاره للأمن القومي، قائلاً فى مقابلة عبر الهاتف مع شبكة إن بى سى نيوز إن والتز «تعلم الدرس، وهو رجل جيد». وأضاف ترامب، خلال تصريحات فى البيت الأبيض، أنه لا يجب على والتز الاعتذار، معتبراً أن مستشار الأمن القومى «يبذل قصارى جهده. وفى النهاية ليست هناك تكنولوجيا مثالية». من جانبه، قال والتز إنه يتحمل «المسئولية الكاملة» عن إنشاء المجموعة على تطبيق «سيجنال»، معتبراً أن المحادثة «لم تكن بها أى معلومات سرية». وذكر والتز، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، «أنا أتحمل المسئولية الكاملة.. أنا من أنشأ المجموعة. مهمتى هى التأكد من أن كل شيء منسق بشكل صحيح». وقال والتز إنه تحدث مع الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، مضيفاً: «لدينا أفضل العقول التقنية التى تدرس كيف حدث هذا الأمر، ونعمل على ضمان عدم تكراره». وحذرت وكالة الأمن القومى الأمريكية موظفيها من ثغرة فى «سيجنال» قبل شهر من الأزمة. ورأى مستشار الأمن القومى أن ما حدث «كان درساً تعلمنا منه: الدرس الأول هو أن هناك صحفيين فى الخارج بنوا شهرتهم وثرواتهم على مهاجمة هذا الرئيس (دونالد ترامب)، ولهذا، علينا أن نشدد الإجراءات.. ونحن بالفعل نقوم بذلك». وكشفت وكالة بلومبرج أن هذه الأزمة أظهرت بوضوح الحد الأقصى لما وصفته ب»ازدرائهم» لحلفائهم الأوروبيين الذين تتزايد لديهم مشاعر القلق إزاء الولاياتالمتحدة. ورجحت «بلومبرج» أن الحلفاء الأوروبيين ربما يعيدون النظر فى تداعيات تبادل المعلومات السرية مع الأمريكيين، فى ظل هذا «الخطاب العدائي».