استطاع الفنان الاردنى إياد نصار ان يترك بصمة فنية واضحة فى الدراما التليفزيونية المصرية حتى أصبح أحد ابطالها المميزين، تصدر اسم اياد فى السنوات الماضية بطولة عدد من الاعمال الدرامية المهمة منها: «صلة رحم»، «مفترق طرق»، «وش وضهر»، «ليالينا 80»، «حجر جهنم»، «هذا المساء»، «اريد رجلا»، «من الجاني»، «موجة حارة».. اقرأ أيضًا| بسمة تخون زوجها مع عشيقها محمد على رزق في الحلقة 10 من «ظلم المصطبة» ليصبح اسم اياد نصار دليلا على الجودة والرقى، وهذا العام يشارك فى بطولة مسلسل «ظلم المصطبة» العمل الذى يناقش عددا من العادات الريفية الصعبة.. فى السطور التالية يتحدث عن كواليس العمل وكيف كان استعداده للدور. بداية.. حدثنا عن تجربة «ظلم المصطبة»؟ تجربة مختلفة تمامًا عما قدمته سابقًا، المسلسل يتناول موضوعًا معقدًا عن الاعراف والتقاليد التى تفرض على بعض الاشخاص أحكامًا قاسية دون أن يكون لها سند قانوني، لكنه واقع نعيشه «ظلم المصطبة» ليس مجرد مسلسل، بل عمل يعكس نبض المجتمع الريفي، وينقل صورة حقيقية عن تلك العادات التى أحيانًا تكون أشد قسوة من القانون نفسه. اقرأ أيضًا| أحمد عبد الحميد: تعرضي للتنمرسبب مشاركتي في «ظلم المصطبة» (خاص) ما جذبك للدور؟ الدور نفسه معقد، وأنا أحب تقديم الشخصيات المركبة التى تحمل أبعادًا نفسية واجتماعية عميقة أجسد شخصية حسن عبد الودود، وهو رجل تعرض لظلم شديد، سجن لسبع سنوات ثم خرج ليواجه المجتمع الذى حكم عليه دون دليل، الشخصية تعكس صراع الإنسان مع الظلم العرفى وكيف يمكن أن يتحول إلى ضحية حتى دون أن يرتكب أى خطأ. ما دلالة اسم المسلسل؟ العنوان مأخوذ من المثل الشعبى «ظلم المصطبة ولا عدل المحكمة»، وهو يعبر عن الظلم الذى يقع خارج نطاق القانون، حينما تحكم الأعراف والتقاليد على الأشخاص دون محاكمة عادلة. المصطبة فى الريف ليست مجرد مكان للجلوس، بل منصة تصدر عليها الأحكام الاجتماعية، سواء بالنميمة أو بالاتفاقات التى تؤثر على مصير الناس.. كيف استعددت للدور؟ التحضير للشخصية كان مكثفًا، فالأمر لا يتعلق فقط بالجانب النفسي، بل أيضًا بطريقة الحديث، وحركة الجسد، والتفاعل مع البيئة المحيطة، درست طبيعة المجتمعات الريفية، وجلست مع أشخاص عاشوا تجارب مماثلة لفهم مشاعرهم وردود أفعالهم، كما أن السيناريو نفسه كان مرجعًا قويًا، لأنه مكتوب بحرفية ويعكس بصدق طبيعة البيئة التى تدور فيها الأحداث. المسلسل يناقش قضايا العرف والتقاليد.. ما الرسالة التى يحملها الدور؟ العمل يطرح أسئلة أكثر مما يعطى إجابات، وهذه هى قوة الدراما الحقيقية. يناقش كيف يمكن للأعراف أن تكون ظالمة، وكيف أن المجتمع قد يدين أشخاصًا لمجرد الشبهات. المرأة هى الأكثر تضررًا من هذه الأحكام المجتمعية، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة. رسالتنا هى تسليط الضوء على هذه الممارسات وإثارة النقاش حولها. هل ترى أن الدراما تستطيع تغيير هذه الأفكار؟ التغيير لا يحدث بين يوم وليلة، لكنه يبدأ بالوعي. الدراما مرآة تعكس الواقع، وعندما يرى المشاهد نفسه أو مجتمعه فى العمل، يبدأ فى التفكير. قد لا تغير المسلسلات القوانين، لكنها تستطيع إثارة التساؤلات وإعادة النظر فى بعض السلوكيات. المسلسل من 15 حلقة وليس 30.. هل تفضل الاعمال القصيرة؟ أرى أن الدراما أصبحت أكثر نضجًا فى اختيار عدد الحلقات وفقًا لاحتياجات القصة. لم يعد هناك ضرورة لمد الأحداث فقط للوصول إلى 30 حلقة. القصة هنا مكثفة، وكل حلقة تحمل أحداثًا جوهرية، مما يجعل الإيقاع أسرع وأكثر تشويقًا للمشاهد. كيف كان التعاون مع فريق المسلسل؟ التجربة رائعة، لدينا فريق قوى جدًا: ريهام عبد الغفور، فتحى عبدالوهاب، بسمة، أحمد عزمي، محمد على رزق، وضيوف الشرف دياب وأحمد فهيم، جميعهم نجوم موهوبون ويقدمون أدوارًا مميزة. أيضًا، العمل مع المخرج هانى خليفة كان ممتعًا.. ما أصعب مشاهدك فى المسلسل؟ هناك مشاهد كثيرة صعبة، خاصة تلك التى تتعلق بعودة حسن إلى قريته بعد السجن ومواجهته لمن ظلموه. المشاهد التى تحمل صراعات نفسية تكون أكثر تعقيدًا لأنها تتطلب تعبيرًا دقيقًا عن المشاعر دون مبالغة أو تصنع. وحسن عبد الودود يواجه الظلم، لكنه لا يتحول إلى جلاد. المسلسل يعكس فكرة أن الإنسان يجب ألا يحكم على الآخرين بسهولة. فى حياتى الشخصية، لا أحب الأحكام المطلقة، وأرفض فكرة إصدار قرارات بناءً على سماع طرف واحد فقط. ما التحدى الذى واجهك فى هذا العمل؟ التحدى الأكبر كان فى تقديم شخصية لها تاريخ مليء بالمعاناة، لكنها فى الوقت نفسه ليست مستسلمة. كان عليّ أن أوازن بين إظهار قوة الشخصية وتأثرها بالظلم دون أن تبدو ضعيفة أو مستكينة. كيف ترى المنافسة فى دراما رمضان هذا العام؟ المنافسة دائمًا قوية فى رمضان، وهو أمر جيد، لأنه يرفع مستوى الأعمال المقدمة. لا أرى الدراما كسباق، بل كمجال واسع يستطيع أن يضم أعمالًا متنوعة ترضى جميع الأذواق. أتمنى أن ينال «ظلم المصطبة» إعجاب الجمهور لأنه عمل مختلف ويستحق المشاهدة وقصة مشوقة دراما مليئة بالتشويق والعاطفة، شخصيات تحمل أبعادًا حقيقية، ورسالة تمس الواقع. سيكون هناك الكثير من اللحظات المؤثرة التى ستجعل المشاهد يعيد التفكير فى بعض المفاهيم التى تعودنا عليها. كلمة أخيرة للجمهور؟ أتمنى أن يكون المسلسل نال إعجابكم، فقد بذلنا جميعًا مجهودًا كبيرًا لنقدم عملاً يليق بكم. وأدعوكم لمشاهدته والتفكير فى القضايا التى يطرحها، لأن الدراما ليست مجرد ترفيه، بل نافذة لفهم المجتمع بشكل أعمق.