كنت أنوى الحديث عن خطايا دراما رمضان ،لكن نظرا لأننا مازلنا فى الشهر الكريم وحتى لا أفسد صيامى ،آثرت ان اكتب فقط عن مسلسل كوميدى ممتع شاهدته بالصدفة أول رمضان ثم تابعته كاملا على إحدى المنصات، وسأترك الحديث عن «الخطايا «لما بعد رمضان. أما المسلسل الذى أود الحديث عنه فيحمل اسم «النُص «بطولة الفنان متعدد المواهب احمد امين ويحكى عن قصة حياة نشال فى ثلاثينيات القرن الماضى وقت الاحتلال الانجليزى لمصر ،وكيف أن محنة القاء قوات الاحتلال القبض على شقيقه بتهمة انه فدائى، قد حولت النشال إلى «روبن هود « الذى كان يسرق من الاغنياء فقط، وأصبح بطلا شعبيا ،ولن «احرق» تفاصيل المسلسل حتى اترك الفرصة لمن يريد مشاهدته والاستمتاع بأحداثه . وبصراحة فإن هذا المسلسل نموذجا لما يجب أن تكون عليه الدراما الكوميدية ،من حيث كتابة السيناريو والحوار بنظافة فلايوجد به أى جمل خارجة أو ايحاءات «قليلة الأدب»، والقصة هادفة لها رؤية ورسالة ،وحققت المتعة المرجوة ، دون اسفاف، واختيار الممثلين كان على درجة كبيرة من النضج الفنى وعدم الاستعانة بممثلين «الوسطة» من ابناء وأقارب النجوم ،حيث ضم شبابا موهوبين بجد ،رسموا الابتسامة وادخلوا البهجة على كل من تابعهم. اداء كل أبطال المسلسل كان يدور فى إطار مدروس بدقة لرسم الابتسامة على وجه المشاهد ،دون أصوات عالية ،ولا ألفاظ نابية ،ولا القاء نكت بايخة أوتكلف مصطنع،أو افيهات مستهلكة. احمد امين أكثر من ممتاز رأيته يأخذ بيد النجوم الشباب الجدد ويترك لهم فرصة الظهور واستعراض مواهبهم ،ولم ينقص هذا منه شيئا ،رغم انه «نص» إلا انه كان رقما صحيحا وكاملا . حمزة العيلى اتقن دوره وأدى الشخصية باحتراف وظهرت مواهبه الحقيقية ،ولتفوقه على نفسه يخيل للمشاهد انه فعلا مصاب بداء «التلعثم» فى الكلام. دور «رسمية» متفصل على اسماء ابو اليزيد،وقد أدته بخفة دم واحترافية. والوجه الجديد عبد الرحمن محمد الذى لعب دور «زقزوق» اراه سيكمل مسيرة الراحل علاء ولى الدين. المخرج حسام على قدم عملا متكاملا وناجحا واستطاع استغلال امكانيات كل الممثلين، وتمكن من أن ينقلنا إلى جو الثلاثينيات فعلا.. يبقى أن «النص» كان أقل المسلسلات اعتمادا على الممثلات نافخات الشفايف !