التفرد عنوان موسيقاه، يبحث عن التحديات ونوعية الموسيقى التي تُميزه وتضعه في مكانة مختلفة عن غيره، هو الموسيقار شادي مؤنس الذي يعود هذا العام بمشاركة قوية خلال الموسم الرمضاني الحالي من خلال 4 أعمال دفعة واحدة وهم «شباب إمرأة»، «فهد البطل»، «الشرنقة»، و»جودر» في موسمه الثاني .. يتحدث شادي في حواره مع «أخبار النجوم» عن تفاصيل وكواليس موسيقى الأعمال الأربعة، ويؤكد أنه «محظوظ» بالمشاركة في أعمال تتضمن نوعية دراما مختلفة مما يُتيح له المزج بين ألوان موسيقية عديدة، كما يكشف تفاصيل الألبوم الذي يعمل على تحضيره، وسبب قلة إنتاجه كملحن. نبدأ الحديث عن موسيقى مسلسل «شباب إمرأة» المستوحى من الفيلم الكلاسيكي الشهير لكن برؤية جديدة تتماشى مع العصر الحالي.. كيف استلهمت موسيقى العمل التي تتناسب مع أجواء الحارة الشعبية؟ تدور أحداث العمل في حارة شعبية لكن بمفهومها الحديث الذي يبتعد تماما عن مفهوم الحارة الشعبية في عصر الخمسينيات، لذا طريقة صياغة الموسيقى مختلفة فيما يتناسب أيضًا مع أجواء الحارة الشعبية المصرية الأصيلة وليست العشوائية، وبما يتماشى مع الصورة الإخراجية والديكور، لذلك استعنت بقالب الموسيقى الشرقية الذي يُترجم ويُعبر عن أجواء العمل بشكل واقعي. وكيف تفاديت فخ التأثر بموسيقى الفيلم التي وضعها الموسيقار فؤاد الظاهري؟ لم أتأثر بموسيقى الفيلم أثناء عملية التأليف، بالتأكيد الموسيقى التي وضعها الموسيقار فؤاد الظاهري بديعة ولازالت عايشة في وجداننا، لكن كما ذكرت أن طبيعة المسلسل مختلفة تمامًا عن الفيلم على جميع المستويات، إن كان بالزمن أو العصر الذي تدور فيه الأحداث، أو بمشاركة فنانين مختلفين، وبالتالي طريقة الأداء مختلفة أيضًا تمامًا، أو بشكل الحارة الشعبية الذي اختلف عن الماضي كثيرًا، صحيح أن كاتب القصة واحد لكن المعالجة مختلفة، وعلى نفس المنوال تأتي موسيقى العمل بشكل مختلف عن موسيقى الفيلم تمامًا. ما أبرز الفوارق بين موسيقى الفيلم والمسلسل؟ موسيقى الفيلم كانت كلاسيكية بشكل أكبر، وتعتمد على الأوركسترا في مناطق عديدة، لكنني اتخذتها من المنظور الشرقي المصري بشكل أكبر، بالطبع هناك العديد من الآلات المشتركة بين موسيقى العملين لكن طريقة التناول مختلفة، وطريقة التأليف والتوزيع الموسيقي أيضًا مختلفة بشكل كبير. ننتقل للحديث عن موسيقى مسلسل «فهد البطل» التي تنوعت بين الرومانسي، الشجن، والملحمي فيما يتماشى مع الأحداث ومعالجة البطل الشعبي الذي يسعى للانتقام والعدالة؟ العمل ثري دراميًا، ويحمل جوانب وخطوط درامية عديدة إن كانت رومانسية، حزينة أو ملحمية كما ذكرتِ، وبالتالي الموسيقى ثرية أيضًا بشكل كبير، فلدينا الجزء الملحمي الذي يُعبر عن صراعات البطل الذي يجسده الفنان أحمد العوضي مع عمه، لذا استعنت بآلة الدف التي تُعبر عن الملحمية، أيضًا تعكس الطابع الصعيدي، ولدينا أيضًا الجزء العاطفي الذي يُترجم علاقة البطل بزوجته وشقيقته، وهنا استعنت بآلالات البيانو، الناي، والكمانجا، أما مشاعر الشجن تسيطر على مشاهد العمل بشكل كبير، وعبرت عنها من خلال آلات الكولة، الدف، والكمانجا، لكنني حرصت أن تكون موسيقى العمل «ماية واحدة» رغم تنوعها، ويُحسب لأحمد العوضي ظهوره بشخصية البطل الشعبي الجدع وليس «البلطجي». ألم تخش المقارنة بين موسيقى «شباب إمرأة» و»فهد البطل» كون أنهما أعمال تندرج تحت تصنيف الدراما الشعبية؟ إطلاقًا، صحيح أنني استعنت بقالب الموسيقى الشرقية في العملين لكن طريقة التناول مختلفة تمامًا لأن الموسيقى الشرقية «قماشتها واسعة وعريضة» ما بين المصري، الصعيدي، الفلاحي، الصوفي، وغيرهم، وأيضًا الطابع الخاص لكل عمل مختلف تمامًا عن الآخر، إذ أن «فهد البطل» تدور أحداثه في إطار ملحمي بشكل أكبر، أما «شباب إمرأة» تدور أحداثه في إطار إجتماعي خالي من الصراعات، وبالتالي الموسيقى جاءت بشكل أكثر نعومة حتى وإن تكررت الآلات بين العملين لكن طريقة تناول الموسيقى مختلفة تمامًا. استعنت بالموسيقى الإلكترونية التي تميل إلى الطابع الغربي في مسلسل «الشرنقة»، إلى أي مدى قد تكون الأنسب في ترجمة ومحاكاة القصص التي تعتمد على الإثارة والتشويق؟ -جمعتني جلسات عمل عديدة مع المخرج محمود عبد التواب تناقشنا خلالها في قصة العمل وشخصية البطل الذي يُجسده الفنان أحمد داود، وباقي شخصيات العمل المُعقدة والمُركبة، وأيضًا تناقشنا فيما يتعلق بنوعية الموسيقى، و وجهات نظرنا كانت متقاربة ومُتفقة إلى حد كبير، واستعنت بموسيقى الروك الغربي، والآلات الجيتار، الدرامز، والترومبيت، والحقيقة أنني تحمست لهذه التجربة لأنها جديدة ومختلفة عليَ وعلى نوعية الموسيقى التي اعتدت تقديمها من خلال العديد من الأعمال الدرامية، فلا أُحبذ حصري في الموسيقى الشرقية أو الكلاسيكية فقط، لذا سعدت بالتجربة وأعتز بها في مشواري، وسعدت أيضًا بالنجاح الكبير الذي حققه العمل وثناء الجمهور عليه رغم عرضه حصريًا على إحدى المنصات. تتر البداية لمسلسل «الشرنقة» و»شباب إمرأة» موسيقيًا فقط.. برأيك متى يُصبح التتر مؤثرًا بشكل أكبر، عندما يعتمد على صوت نجم أم موسيقى؟ الأمر يعتمد في المقام الأول على مدى تناسق الأغنية أو الموسيقى مع نوعية الدراما المُقدمة، فهناك العديد من التترات التي حققت نجاحًا كبيرًا على المستوى الموسيقي مثل «أرابيسك»، «رأفت الهجان»، «دموع في عيون وقحة»، وغيرهم، ولازالت موسيقاهم في وجداننا حتى الآن، وأيضًا هناك العديد من التترات التي حققت نجاحًا كبيرًا على مستوى الأغنية، ولنا في ذلك أمثلة عديدة، وهناك العديد من الموسيقيين العُظماء أمثال عمار الشريعي، ميشيل المصري، حسن أبو السعود الذين قدموا تترات ناجحة للغاية على المستويين الموسيقي والغنائي، لكن الفكرة تكمن في مدى تناسق وترابط الموسيقى أو الأغنية مع العمل، وللأسف أصبحت شركات الإنتاج تلجأ في السنوات الأخيرة إلى شراء أغنية جاهزة من مطرب أو مطربة، وبالتالي تنفصل الأغنية عن دراما العمل، والتجربة أثبتت فشلها. أفهم من كلامك أن أغلب الأعمال الدرامية أصبحت تعتمد في تتراتها على الموسيقى فقط لهذا السبب؟ أعتقد أن شركات الإنتاج بدأت تنتبه لفشل التجربة أو بمعنى أدق لقلة نجاحها في السنوات الأخيرة، رغم أنني لا أعترض على فكرة تقديم الأغنيات بأصوات مطربين، فهناك نماذج وتجارب حققت نجاحًا كبيرًا أيضًا في السنوات الأخيرة أذكر منها على سبيل المثال أغنية تتر البداية لمسلسل «جزيرة غمام» بصوت المطرب الكبير علي الحجار من ألحاني وتوزيعي، لكن أُفضل أن مُؤلف الموسيقى التصويرية للعمل هو الذي يُقدم موسيقى التتر أو لحن الأغنية بحيث لا تنفصل عن الدراما بشكل كبير وتؤخذ من «روح» المسلسل بنسيج واحد. لازالت موسيقى مسلسل «جودر» تتصدر المشهد للعام الثاني على التوالي، حدثنا عن كواليس تأليف وتسجيل الموسيقى التصويرية، وكيف تصف الاستعانة بأوركسترا غربية؟ شعرت بمسئولية كبيرة مُلقاه على عاتقي بعد التعاقد على العمل لاسيما أن طبيعته مختلفة تمامًا ويتطلب تركيزًا وجهدًا، فضلًا عن إنني لم يكن لدي الوقت الكافي بسبب تعاقدي عليه قبل بداية الشهر الكريم بفترة قصيرة، لكنني بفضل الله انتهيت من التأليف والتسجيل في وقت قياسي، وبدأت العمل فورًا مع المخرج والمونتير على شكل الموسيقى، والحقيقة أن الشركة المُنتجة للعمل لم تبخل علينا أبدًا، وسجلنا بأوركسترا كبيرة في أحد استديوهات الصوت الكُبرى في روسيا، وقررت تسجيل الآلات الصولو مثل التشيللو، القانون، الكلارينت في مصر، لأنني كنت حريصًا على المزج بين الموسيقى الكلاسيكية العالمية والموسيقى المصرية، فكلًا منهما له الطابع الخاص الذي يُضيفه، فمثلًا صوت الأوركسترا السيمفوني المصري يختلف تمامًا عن الأوركسترا الروسي أو النمساوي، وهكذا، حتى وإن كانت الأوركسترا تلعب المقطوعة الموسيقية نفسها، والعمل ككل خرج إلى النور بمستوى عالمي، والحقيقة أن الفضل في ذلك يرجع إلى جميع عناصر العمل سواء المخرج، مدير التصوير، المونتير، الإنتاج، أو المُمثلين، ولي شرف المشاركة في هذا العمل الضخم. ماذا عن تفاصيل الألبوم الذي تعمل على تحضيره ومن المتوقع أن يُشارك به عدة مطربين؟ لدي مجموعة قصائد تتنوع بين الفصحى والعامية بتوقيع الشعراء طارق الجنايني، أحمد شبكة، منتصر حجازي، مصطفى إبراهيم، مايكل عادل، وقررت تلحينها وضمها في ألبوم، لذا فكرت في عرض الفكرة على مجموعة من النجوم الذين تجمعني بهم علاقة صداقة قوية أمثال علي الحجار، محمد محسن، عايدة الأيوبي، لينا شماميان، ومازلنا في مرحلة التنفيذ، وسوف أستأنف العمل على توزيع الأغنيات مع الموزع رفيق عدلي بعد انتهاء الشهر الكريم، لكنها لا تندرج تحت تصنيف الأغاني التجارية. مؤخرًا خضت تجارب مختلفة مع المطربات الشابات فايا يونان، لينا شماميان، وإليانا.. ما الذي جذبك للتعاون معهن لاسيما أن كلًا منهن لديها أسلوب خاص في نوعية الموسيقى التي تُقدمها؟ اختلاف نوعية الموسيقى التي يقدمونها عن السائد هو سر انجذابي للتعاون معهن، فمثلما ذكرتِ كلًا منهن لديها أسلوب موسيقي خاص لا يُشبه ما يُقدم على الساحة من أغنيات تجارية، وأيضًا المطرب الكبير علي الحجار له منهجه وشخصيته الفنية التي تُميزه منذ بداياته، والحقيقة أن نوعية الموسيقى التجارية لا تستهويني.. اقرأ أيضا: محمود حافظ يقضي ليلة في السجن بالحلقة 8 من "شباب امرأة"