قبل نحو عشر سنوات كان المنتخب الكروى الأول خارج لتوه من سنوات عجاف تخللها غيابه عن كأس الأمم الأفريقية 3 دورات متتالية من 2012 إلى 2015 ؛ وذلك فى أعقاب» سنوات سمان « من 2006 الى 2010 تسيد فيها الفراعنة القارة السمراء ثلاث دورات تاريخية متتالية كانوا فيها أبطالًا للماما أفريكا والمفارقة الغريبة أن السنوات السمان والعجاف كانت تحت قيادة فنية واحدة للمعلم حسن شحاته ؛ تردى أداء الفراعنة ووصل إلى حد السقوط و الخروج أمام الدول المغمورة آنذاك للمثال لا الحصر : النيجر وسيراليون والرأس الأخضر وصار أضحوكة للصغار؛ وهنا خرجت مطالب جماعية أجمعت على ضرورة إسناد مهمة الإشراف على المنتخب لأهل الخبرة فى الإدارة الكروية ؛ وكان الاقتراب من هذا المنصب فى هذا التوقيت بمثابة اللعب بالنار بعدما تبدل حاله من بطل إلى «فريق مهلهل « بلا ملامح ؛ وفاجأ المهندس هانى أبوريدة- وكان خارج مجلس إدارة اتحاد الكرة المصرى - وقتها الجميع بقبول مهمة الإشراف على المنتخب، وبدأ عملية الترميم والدعم واستنهاض الهمم دون النظر إلى مخاطر قبول المهمة التى كانت من الممكن أن تعصف باسمه وتاريخه باعتباره عضوًا بارزًا فى المكتب التنفيذى للفيفا ؛ ونجح أبوريدة فى بضعة أشهر فى تهيئة الأجواء من خلال الدعم اللامحدود الذى قدمه للمنتخب وجهازه الفنى بقيادة الارجنتينى هيكتور كوبر وذلك من خلال علاقاته القوية التى جلبت للفراعنة معسكرات إعداد ووديات قوية ساعدت سريعًا فى نجاح عملية «زرع الثقة» ؛ وكانت المفاجأة فى التصفيات المؤهلة لأفريقيا 2017 بالجابون عندما شاهدنا منتخبًا كبيرًا وواعدًا ومخيفًا من صناعة أبوريدة الذى نجح فى المهمة باقتدار مع عودة الفراعنة لنهائيات الماما أفريكا 2017 بالجابون وعلى حساب نسور نيجيريا الجارحة مما زاد من قيمة التأهل الذى جاء من بوابة الكبار حتى إننى خلال تغطية معترك «كان 2017 « قابلت رئيس اتحاد نيجيريا الذى قال إنه متعطش لرؤية الفراعنة الذين أطاحوا بالنسور من النهائيات ؛ وكان «جيل أبوريدة « على العهد والوعد ونجح فى المرور من كل محطات كان 2017 الصعبة ووصل إلى النهائى مع الكاميرون طبقًا لتوقعات رئيس بعثة مصر آنذاك الكابتن حازم الهوارى الملقب ب «تميمة حظ الفراعنة « ؛ ولظروف استثنائية منها الإجهاد وإصابة عدد من الأساسيين خسر الفراعنة بهدفين للكاميرون رغم تقدمهم بهدف لأكثر من 60 دقيقة، وعقب عودتهم إلى القاهرة كان فى انتظارهم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى تعامل معهم كأنهم أبطال وطالبهم يومها بالحفاظ على حلم التأهل إلى مونديال روسيا 2018 وبالفعل صدق اللاعبون ما عاهدوا به السيسى رئيسهم البطل؛ وتأهل «جيل أبوريدة» إلى المونديال بعد غياب 28 سنة وكانت هى المرة الثالثة التى يتأهل فيها الفراعنة للمونديال، والمرة الأولى كانت بإيطاليا 1934 وكان رئيس الاتحاد حسين صبرى باشا والمرة الثانية كانت فى إيطاليا أيضًا عام 1990 فى عهد د.حسن عبدون رئيس الاتحاد آنذاك؛ وفى روسيا 2018 كان المهندس هانى أبوريدة هو رئيس الاتحاد؛ وعندما يتأهل المنتخب للمرة الرابعة لبطولة «2026 أمريكا و كندا والمكسيك» قريبًا جدًا؛ سيكون هانى أبوريدة هو الرئيس التاريخى لاتحاد الكرة المصرى الذى تأهل فى ولايته المنتخب للمونديال مرتين وكأن الأقدار تكافئه على عطائه للكرة المصرية.