مصر الدولة الوحيدة التى تحتضن 3 احتفالات خاصة بالمرأة فى شهر واحد، اليوم العالمى للمرأة «8 مارس» ويوم المرأة المصرية «16 مارس» وعيد الأم «21 مارس» تداول أرقام التليفونات المحمولة بين ممثلى الشركات العقارية وشركات التسويق العقارى والمستشفيات والجمعيات الخيرية تجاوز كل الحدود وأصبح أمراً لابد أن تجد له الحكومة حلا بعدما أصبح يمثل صداعا مستمرا للناس بسبب تكرار المكالمات والاتصالات طوال اليوم للتسويق للعقارات والمعارض العقارية أو الضغط على مشاعر الناس وعواطفهم للتبرع لعلاج المرضى والمصابين بأمراض خطيرة أو مزمنة أو فى حاجة لإجراء جراحات عاجلة أو توفير أغذية أو كساء. إذا تحدثت عن الحالة الأولى وهى التسويق العقارى لا أبالغ إذا قلت إن بعض الاتصالات مستفزة فعلا خاصة عندما تفاجأ بأن المتصل يقول لك مساء الخير عندى ريكوست أن حضرتك مهتم بالعقارات فى أكتوبر وزايد.. أقدر أساعدك إزاى؟ بينما أنت تسكن فى منطقة بعيدة تماما ولم تفكر يوما أن تسكن أو تبحث عن سكن فى أكتوبر أو زايد فإذا نفيت له هذه الفرضية من أساسها سألك «طيب بتدور فين.. أو مهتم بأى منطقة» ؟ ويظل يطاردك بأسئلته حتى تضطر أن تقول له شكراً.. مش محتاج حاجة. مثل هذه المكالمة وما يشابهها تتوالى طوال اليوم على أغلب أصحاب التليفونات.. المتصلين لا يملون من تكرار المحاولة على أمل أن يصيبوا مرة حتى وأن أخفقوا عشرات المرات! وحتى إذا كنت مهتما بالبحث عن شقة واتصلت بأى مكتب عقاري.. سبحان الله لا تعرف كيف يتسرب رقمك إلى عشرة مكاتب أخرى على الأقل وكل مكالمة تصلك من أى مكتب يبدأ صاحبها بتعريف نفسه ويذكر لك اسم المكتب الذى ينتمى له ويسألك ، هل وفقت فى التوصل إلى الشقة التى تبحث عنها أم مازلت تبحث؟ وبذلك يفتح معك خطا للتواصل المستقبلى ويعدك بالبحث عن طلبك وفى كل مرة يتصل بك تجده يعرض عليك شقة بمواصفات لا تناسبك. وهكذا تمر الأيام والأسابيع والشهور ونادرا ما تنجح هذه الاتصالات فى توفير ما يناسبك فعلا. الحالة الثانية هى الاتصالات للحصول على التبرعات للمستشفيات والجمعيات الخيرية وغيرها.. لا أحد بالقطع ضد المبدأ الإنسانى الذى يؤكد ضرورة مساعدة الغير ومد يد العون لكل محتاج.. لكن هناك مستشفيات وجمعيات معروفة بنشاطها وجهودها فى أعمال الخير وسمعتها طيبة وهذه لا أعتقد أن أحدا يتأخر عن التبرع لها مثل مستشفى 57357، ومستشفيات علاج السرطان ومستشفى الناس لعلاج الأطفال ومركز د.مجدى يعقوب للقلب ومستشفى الحروق ومستشفى الجذام.. لكن فجأة تجد اتصالات تدعوك للتبرع لجمعيات غير معروفة «لا أريد أن أذكر أسماءها» وإذا استجبت لجمعية منها وطلبت إرسال بيانات الحالة تفاجأ بعدها بيومين بجمعية أخرى تطلب تبرعك أيضا وأنت لم تسمع بها من قبل مطلقا.. والأدهى من ذلك أن من تتبرع له وترسل له صورة الايداع فى البنك يعاود الاتصال بك فى نفس الأسبوع وكأن دخلك كله مخصص للتبرعات وليس عليك أية التزامات معيشية أو أسرية؟ عرضت هذه القضية بصراحة وأعرف أن جهاز تنظيم الاتصالات بدأ التصدى لمكالمات شركات العقارات بالتنبيه لها لكن ليس كل الشركات حتى الآن.. ولم تمتد جهوده للمستشفيات والجمعيات الخيرية خاصة المجهولة منها فأرجو أن يكثف جهوده فى هذا الشأن وأن تجد الحكومة حلا لوقف تسرب وتداول أرقام المحمول بين الشركات العقارية والمستشفيات والجمعيات الخيرية . 3 احتفالات للمرأة فى مارس مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى تحتضن ثلاثة احتفالات خاصة بالمرأة فى شهر واحد هو الشهر الحالى «مارس».. أولها فى 8 مارس الذى يصادف اليوم العالمى للمرأة ثم 16 مارس يوم المرأة المصرية وأخيرا عيد الأم الذى احتفلنا به منذ ثلاثة أيام فى 21 مارس. ولكل منها حكاية. اليوم العالمى للمرأة تعود البداية إلى سنة 1856 عندما خرجت الآلاف من النساء فى شوارع نيويورك للاحتجاج على الظروف اللا إنسانية اللاتى كن يجبرن على العمل تحتها.. ورغم أن الشرطة تدخلت لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت فى دفع المسئولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفى 8 مارس 1908 عادت آلاف من عاملات النسيج للتظاهر فى شوارع نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار «خبز وورود». وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل. ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. احتفل العالم لأول مرة باليوم العالمى للمرأة فى 28 فبراير 1909 وتحديدا فى مدينة نيويورك وبعد ذلك بعامين اقترحت الاشتراكية الألمانية لويز زيتز أن تصبح العطلة يوما يتم الاحتفال به كل عام من أجل الاحتفال بقضايا المرأة المختلفة والتى منها حق الاقتراع وذلك من أجل تعزيز المساواة فى الحقوق للمرأة.. كما أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمى للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة لأن الأممالمتحدة لم توافق على تبنى تلك المناسبة إلا عام 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أى يوم فى السنة للاحتفال بالمرأة فقررت أغلبية الدول اختيار الثامن من مارس وتحول بالتالى ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم فى مظاهرات للمطالبة بحقوقهن. ويأخذ الاحتفال باليوم العالمى للمرأة مظاهر عدة أهمها تنظيم الفعاليات والمؤتمرات التى تسلط الضوء على إنجازات المرأة وتناقش قضاياها.. واطلاق حملات قومية لدعم حقوق المرأة وتعزيز دورها فى المجتمع وتكريم النساء الرائدات فى مختلف المجالات.. ونشر الوعى حول المساواة بين الجنسين وأهمية تمكين المرأة فى أماكن العمل. يوم المرأة المصرية منذ فجر التاريخ كان للمرأة المصرية دور بارز فى مختلف مجالات الحياة.. وقد تم اختيار السادس عشر من مارس يوما للمرأة المصرية التزاما بقرار الأممالمتحدة الذى يحث الدول الأعضاء على الاحتفال بيوم المرأة الخاص بها على أن يكون هذا اليوم مرتبطا بحدث تاريخى للبلد نفسه. ويحمل يوم السادس عشر من مارس 1919 ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال ولاسيما استشهاد السيدة حميدة خليل أول شهيدة مصرية من أجل الوطن. فى هذا اليوم تظاهرت أكثر من 300 سيدة بقيادة السيدة هدى شعراوى رافعات أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددات بالاحتلال البريطانى والاستعمار. فى نفس هذا اليوم وبعد مرور أربعة أعوام نادت السيدة هدى شعراوى بمظاهرة أخرى هى الأولى من نوعها لتأسيس أول اتحاد مصرى للمرأة وكان هدفها هو تحسين مستوى تعليم المرأة وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية. واستمرت المرأة المصرية فى المشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية وأصبحت عضوا بالبرلمان ولها حق التصويت وشغلت أرفع المناصب فى الدولة كالوزراء والسفراء واقتحمت مجال القضاء. عيد الأم كانت مصر هى أول دولة تحتفل بعيد الأم فى 21 مارس وكانت البداية عام 1956 عندما زارت إحدى السيدات الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى مكتبه بأخبار اليوم وقصت عليه قصتها وكيف أنها صارت أرملة وأولادها صغار ولم تتزوج وكرست حياتها من أجلهم حتى تخرجوا فى الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماما فكتب مصطفى أمين فى عموده الشهير «فكرة» يقترح تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها.. واقترح أن يكون احتفال مصر بعيد الأم فى 21 مارس وصاحب هذا الاحتفال تقديم هدايا تذكارية للأمهات. وتكررت هذه الفكرة فى بلدان أخرى ولكن فى تواريخ مختلفة ولكن بقيت الريادة لمصر والفكرة لمصطفى أمين رحمه الله.