شهدت منطقة 5000 وحدة بنطاق حي الزهور بمحافظة بورسعيد، واقعة اعتداء وحشية على الشاب بلال معتز، أثناء محاولته الدفاع عن فتاتين كانتا تتعرضان لمضايقات من مجموعة من الشباب، ما أسفر عن إصابته بكسر في الجمجمة ونزيف في المخ، و نقل إلى المستشفى في حالة حرجة. في السطور التالية نروي تفاصيل الواقعة.. في حوالي الساعة العاشرة مساءً، كان بلال معتز يخرج من بوابة العقار الذي يسكن فيه متجهًا إلى عمله الليلي، حين استوقفه مشهد فتاتين تركضان وهما في حالة هلع، والدموع تملأ أعينهما، بينما كان مجموعة من الشباب يلاحقونهما، لم يتردد لحظة في التدخل، فوقف بينهما والمعتدين، محاولًا حمايتهما، رغم أنه كان وحيدًا تمامًا في مواجهة مجموعة من الشباب. ورغم أنه حاول إقناعهم بالابتعاد، إلا أنهم انهالوا عليه بالسباب والتهديدات، لكنه لم يتراجع، بل أصر على أن يغادروا المكان ويتركون الفتاتين وشأنهما، وبالفعل، تمكنت الفتاتان من الهرب، لكن بلال وجد نفسه محاصرًا بين المعتدين، بينما وقف المارة في الشارع متفرجين دون أن يحاول أحد مساعدته. اعتداء وحشى بعد لحظات من التوتر، هاجمه أحد المعتدين بوحشية، مستخدمًا حجرًا ضخمًا ضربه به على رأسه، ليسقط على الأرض فاقدًا للوعي، ولم يكتفِ المعتدون بذلك، بل استمروا في ركله وضربه وهو غارق في دمائه، حتى تأكدوا من أنه لم يعد قادرًا على الحركة، ثم فرّوا من المكان. عندما استعاد وعيه لثوانٍ وسط آلامه، لم يكن أول ما قاله عن حالته أو عن ألمه، بل صرخ قائلاً: «انقذوا البنات!»، في تأكيد على أن شجاعته كانت الدافع الأول لما حدث له. بعد فترة من المعاناة على الأرض، تحرك بعض الأهالي واتصلوا بالإسعاف، حيث نقل بلال إلى المستشفى في حالة حرجة، وأظهرت الفحوصات الطبية أنه يعاني من كسر في الجمجمة ونزيف داخلي في المخ، مما استدعى خضوعه للعناية المركزة، وسط مخاوف من تأثير الإصابة على إدراكه وتركيزه في المستقبل. من جهتها، تحركت الأجهزة الأمنية فور الإبلاغ عن الحادث، وتمكنت من القبض على المتهم الرئيسي، بينما لا تزال التحقيقات جارية لضبط باقي المتورطين، وقد تحرر محضر بالواقعة، وأحيل المتهم إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق. نريد العدالة في حديثها عن الواقعة، قالت رودينا معتز، شقيقة بلال: «أخويا شاب بسيط، كان بيحلم بحياة هادئة، وكان بيجهز لزفافه بعد عدة أشهر، لكنه الآن بين الحياة والموت، فقط لأنه رفض أن يكون شاهدًا صامتًا على اعتداء ضد فتاتين لا يعرفهما.» أما والده، فقد وجه رسالة قوية للجهات المعنية قائلاً: «ابني اتضرب وتركوه في الشارع ينزف والناس اتفرجوا عليه.. إحنا عايزين حقه، وعايزين الناس اللي واقفة تتفرج تبقى عارفة إن السكوت على الظلم جريمة.» الحادثة أثارت غضبًا واسعًا بين الأهالي، وسط مطالبات بسرعة تقديم المتهمين للمحاكمة وتوقيع أقصى العقوبات عليهم، حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم مرة أخرى، وتظل شوارع بورسعيد آمنة لكل من يسير فيها. الجميع الآن ينتظر العدالة، بينما يرقد بلال معتز في سريره بالمستشفى، بين الحياة والموت، في انتظار معجزة طبية تعيد له حياته التي تغيرت في لحظة، فقط لأنه رفض أن يدير ظهره لاستغاثة فتاتين في خطر. اقرأ أيضا: مدرس واقعة بلقاس: الطالب ضربني بالحذاء على رأسي ووالده كتفني