أعلنت الأرشيفات الوطنية الأمريكية يوم الثلاثاء عن رفع السرية بشكل كامل عن 63,400 صفحة من السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس الأسبق جون إف كينيدي، في حين ان هذا القرار، الذي جاء تنفيذاً لأمر تنفيذي من الرئيس دونالد ترامب، وصفته مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد بأنه "عصر جديد من الشفافية القصوى"، في حين أثار غضب عائلة كينيدي التي لم يتم إخطارها مسبقاً بهذه الخطوة. الكشف عن آلاف الصفحات دون تعديل شملت عملية إزالة السرية أكثر من 63,400 صفحة من الملفات، أصبحت متاحة الآن على موقع الإدارة الإلكتروني. وصرحت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد أن العملية تؤثر على ما مجموعه 80,000 صفحة سيتم نشرها بالكامل دون أي تعديلات أو حجب للمعلومات. وأضافت جابارد في بيانها الصحفي أن "الأرشيفات الوطنية تعمل أيضاً مع وزارة العدل للإسراع في الكشف عن الوثائق المحجوبة بموجب أختام المحكمة أو لسرية هيئة المحلفين الكبرى، وكذلك تلك المحمية من الإفصاح من قبل دائرة الإيرادات الداخلية". وأشارت إلى أن معظم هذه المعلومات قد اطلعت عليها هيئات المحلفين الكبرى منذ سنوات طويلة، وأكدت أنه "سيتم الإفراج عن هذه المعلومات فوراً بناءً على توجيهات المحكمة". تحقيق الشفافية الكاملة يأتي هذا القرار تنفيذاً لأمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ثلاثة أيام فقط من بداية فترة رئاسته الثانية، والذي وجه فيه مديرة الاستخبارات الوطنية والمدعية العامة بام بوندي لتقديم خطة من أجل "الإفراج الكامل والشامل" عن الملفات المتعلقة باغتيال كينيدي. وقد أكد ترامب في أمره التنفيذي أن عائلات كينيدي وكينج تستحق "الشفافية والحقيقة"، مشيراً إلى أنه من المصلحة الوطنية "الإفراج أخيراً عن جميع السجلات المتعلقة بهذه الاغتيالات دون تأخير". ولم يقتصر الأمر على ملفات كينيدي فحسب، بل امتد ليشمل توجيهات بتقديم خطة للإفراج عن الملفات المتعلقة بمقتل روبرت إف كينيدي ومارتن لوثر كينج جونيور بحلول 9 مارس. غضب في عائلة كينيدي لم تسر الأمور بسلاسة مع عائلة كينيدي، حيث عبر جاك شلوسبيرج، الحفيد الوحيد للرئيس كينيدي وابن ابنته كارولين كينيدي، عن استيائه من الطريقة التي تم بها الإعلان عن الكشف عن الوثائق. ففي سلسلة من المنشورات الغاضبة على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أكد شلوسبيرج أن إدارة ترامب لم تعط أي شخص في عائلة الرئيس كينيدي "إشعاراً مسبقاً" قبل الإفراج عن الوثائق، واصفاً الأمر بأنه "مفاجأة كاملة، وليست صدمة!!" وتجاوز غضب شلوسبيرج، المعروف بانتقاداته لإدارة ترامب، ليشمل السيناتور الجمهوري مايك لي من ولاية يوتا، الذي تساءل على منصة إكس: "لماذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً للإفراج عن ملفات جون إف كينيدي؟" ليرد عليه شلوسبيرغ بحدة: "هل تهتم حقاً بإرث جون إف كينيدي؟ أنت تقوم بتفكيكه." ولم ترد إدارة ترامب على الفور على ادعاء شلوسبيرغ بأن عائلة كينيدي لم يتم إبلاغها مسبقاً بالإفراج عن الوثائق. خطوة تاريخية نحو كشف الحقيقة يمثل قرار الكشف عن ملفات اغتيال كينيدي نقطة تحول مهمة في قضية ظلت تثير الجدل والتكهنات على مدى ستة عقود. ومع بدء الباحثين والمؤرخين والجمهور في دراسة هذه الوثائق التي ظلت سرية لفترة طويلة، قد تظهر حقائق وتفاصيل جديدة حول واحدة من أكثر اللحظات المأساوية والغامضة في التاريخ الأمريكي. وبغض النظر عن الخلافات حول طريقة الإعلان عن الكشف عن الوثائق، فإن هذه الخطوة تستجيب لمطالبات استمرت لعقود من مختلف الأطراف الراغبة في معرفة الحقيقة الكاملة وراء حادثة الاغتيال التي هزت الولاياتالمتحدة والعالم عام 1963.