من المحن تأتي المنح، ومن الرضا بقدر الله يأتي جبر الحزن وصلاح البال، هكذا وصفت مريم عامر الأم المثالية في السويس قصتها، عاشت حياتها طفلة يتيمه، ثم زراع مبتورة من المفصل، والأخرى بلا كف، لكن تلك الإعاقة كانت دافع وحافز لا لتكون ناجحة بل ومتميزة في منزلها وعملها. تقول مريم محمود عامر 53 عامُا، انها تعرضت لحادث قطار وهي صغيرة تسبب في إعاقتها، ورغم ذلك كانت والدتها تدعمها دائما علمتها كل شيء، دربتها كيف تقوم بمهام المنزل وتحضر الطعام، وفي المقام الأول علمتها كيف تمسك القلم وتكتب بأصبع واحد فقط، زرعت الأم العزيمة في الطفلة مريم، جعلتها تدرك دوما أن النجاح استحقاق عادي، لكن أصحاب الإرادة يهدفون التميز في كل ما يقدمونه. تخطت الطفلة الإعاقة في صغرها حتى صارت شابه، تزوجت من ناصر حمدان كان موظف حديث الالتحاق بأحدى البنوك، تصفه بأنه الزوج والأب المثالي هدية من الله لها، كان معينا لها دوما يهون عليها مشقة التزاماتها تجاه أطفالها، ويدعمها دوما في عملها. التحقت مريم بالعمل مدرسة لغة انجليزية بالتربية والتعليم، أنجبت طفلتها الأولى يارا، ثم رزقت بطفلين توأم إيهاب وهو محاسب والثاني صلاح مهندس إلكترونيات، زادت المسؤولية فتفرغت للبيت والعمل استغنت عن أي وقت للترفية، جعلت وقتها فقط للبيت والعمل مع إتقانها المشغولات اليدوية والتي ساعدتها على تقديم نماذج لتشرح المنهج الدراسي للتلاميذ بالفصل. تقول مريم أنها لم تكفي بالمؤهل الجامعي، بل واصلت رحلة العلم حصلت على عشرات الدورات التدريبية في مجالها الوظيفي، حتى انهت الفترة الماضية اختبارات تمهيدي الماجستير. " لم تخلو حياتي من الشقاء لكن الله زرع داخلي عزيمة وإرادة قويةّ" تؤكد الأم المثالية انها لم تهزم يوما أمام تحدي واجهته، وتدرت في المناصب بالتربية والتعليم حتى تولت العمل مديرا لأدارة التعليم الابتدائي بإدارة شمال السويس التعليمية، وكانت بعمر 41 عاما أصغر من تولي هذه المهمة سنا، ولكنها تعرضت لتعسف من رؤسائها وتم استبعادها من منصبها، فقررت ترك العمل وتفرجت لأسرتها وتنفيذ المشغولات اليدوية، ومعارض الرسم. كرست الأم حياتها بعد الأربعين لأطفالها، تعد لهم كل ما يطلبونه من طعام في المنزل سواء حلوي أو مصنعات لحوم ومخبوزات، كان أخرها كعك ومخبوزات العيد، هكذا تعبر لهم عن حبها. تؤكد الأم أن الإعاقة كانت مصدر للخير والنجاح، وقالت موجهة حديثها للأمهات ذوي الهمم او من لديهن أطفال مصابين بإعاقة جسدية، إن عليهم الرضا بقضاء الله وقدره، وعليهم أيضا التأكد أن قلة قليلة من ذوي الإعاقة ضعاف الهمم، لكن الغالبية العظمي منهم ومن التقهم خلال حياتها أصحاب عزيمة وإرادة تفوق إرادة الاصحاء، ومع السعي والاستعانة بالله يوفقهم الله إلى النجاح والتميز. اقرأ أيضًا | الأم المثالية في السويس..بعد وفاة زوجها انفقت على 3 أبناء اكبرهم معيدة