في قرية ميت الموز التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تعيش السيدة آمال عبد الرحيم مصيلحي، امرأة تحمل في قلبها إرادة فولاذية لم تُهزم أمام صعوبات الحياة، على مدار سنوات طويلة، كانت هذه السيدة نموذجًا للتضحية والصبر، حتى استطاعت أن تقود أبناءها الثلاثة إلى بر الأمان، ليصبحوا مهندسًا وطبيبة ومهندسًا آخر، بعد رحلة شاقة من الكفاح والمثابرة. اقرأ أيضا| جولات ميدانية مفاجئة لمتابعة الخدمات الصحية بمستشفيات المنوفية.. صور رحلة الألم والصبر لم يكن طريق آمال مفروشًا بالورود، فقد واجهت صدمة مرض زوجها بالكبد، مما جعلها رفيقته في رحلة العلاج القاسية، وبينما كانت تتحمل مشقة الوقوف بجانبه، كانت أيضًا تحمل همًّا آخر لا يقل ثقلًا؛ مستقبل أطفالها الثلاثة الذين يحتاجون إلى الرعاية والتعليم والحياة الكريمة. برغم قسوة الظروف، لم تستسلم آمال لليأس، بل اختارت المواجهة والعمل بلا كلل، كانت تعمل في بيع الخبز صباحًا، ثم تساعد طبيبًا في عيادته مساءً، في محاولة لتأمين لقمة العيش لأبنائها وتعليمهم تعليمًا يليق بهم. الطريق إلى النجاح بعد وفاة زوجها، وجدت آمال نفسها وحيدة في معركة الحياة، لكن إيمانها بأن التعب اليوم سيصنع المستقبل المشرق لأبنائها، جعلها تواصل الطريق دون أن تنظر للخلف. تحملت المشقة، صبرت على ضيق ذات اليد، وضحت بوقتها وراحتها من أجل بناء مستقبل واعد لأبنائها. واليوم، تجني ثمار تعبها، فابنها الأكبر مهندس بترول، والابنة الثانية أصبحت طبيبة، أما الابن الأصغر فاختار طريق التكنولوجيا ليصبح مهندس حاسبات ومعلومات. "الأم المثالية".. نموذج يُحتذى به تكريمًا لمسيرتها، حصلت السيدة آمال على لقب "الأم المثالية" بمحافظة المنوفية، ليكون هذا اللقب بمثابة اعتراف رمزي لما قدمته من عطاء وتضحيات. فهي لم تكن مجرد أم، بل كانت مدرسة في الصبر، والعمل، والإصرار على تحقيق الحلم مهما كانت العقبات. رسالة إلى كل أم مصرية قصة آمال ليست مجرد قصة فردية، بل هي ملهمة لكل امرأة مصرية تحمل على عاتقها مسؤولية أسرتها، وتواجه الصعاب بقلب صامد. رسالتها لكل أم: "لا تستسلمي.. الحياة قد تكون قاسية، لكن النجاح دائمًا يستحق التضحية." إنها ليست فقط أمًا مثالية، بل رمزٌ للحب، والصبر، والقوة.. إنها أمل الحياة الذي لا ينطفئ.