فى تصعيد عسكرى واسع ضد جماعة الحوثيين، جدد الجيش الأمريكى صباح أمس غاراته مستهدفا مواقع عسكرية تابعة لأنصار الله الحوثى فى مدينة تعز جنوب غرب اليمن. جاء ذلك بعد ساعات من شن الجيش الأمريكى بأمر من الرئيس دونالد ترامب، ضربات فى عدة محافظات باليمن تستهدف الحوثيين المدعومين من طهران، والذين يسيطرون على مناطق واسعة فى البلاد بينها صنعاء وأسفرت عن مقتل 31 شخصا بينهم قيادات حوثية عليا وإصابة أكثر من 100 آخرين. واستهدفت الغارات محافظات صعدة وذمار والبيضاء وحجة ومأرب، فيما استهدفت بثمانى غارات مديريتى مكيراس والقريشية بمحافظة البيضاء. اقرأ أيضًا | ارتفاع عدد ضحايا الغارات الأمريكية على اليمن إلى 53 كما استهدف القصف محطة كهرباء تابعة لمدينة ضحيان، الأمر الذى أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة وضواحيها. وأظهرت صور من وكالة «أسوشيتد برس» تصاعد أعمدة الدخان من مناطق متعددة فى العاصمة اليمنية صنعاء. وكان ترامب قد أمر أمس الأول ببدء عمليات عسكرية «حاسمة» ضد الحوثيين فى اليمن، محذرًا فى خطاب شديد اللهجة أن «الهجمات على الملاحة فى البحر الأحمر يجب أن تتوقف، وإلا فستُمطر عليكم جحيمًا». وقالت القيادة المركزية الأمريكية، التى تشرف على القوات فى الشرق الأوسط، إن الضربات التى بدأت أمس الأول بداية لعملية واسعة النطاق فى أنحاء اليمن. وأضاف مسئولون أن الضربات نفذت جزئيًا بواسطة طائرات من حاملة الطائرات هارى إس. ترومان الموجودة فى البحر الأحمر. وكتب وزير الدفاع الأمريكى «بيت هيجسيث»، على موقع «إكس» إنه لن يتهاون مع هجمات الحوثيين على السفن والطائرات الأمريكية وقواتها. وبعد هذه الضربات التى تعد أكبر عملية عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط، منذ تولى ترامب منصبه فى يناير الماضي، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مصدرين أمريكيين إن ضربات واشنطن الحالية لها 3 أهداف. فعلى المدى القصير، تستهدف الضربات منصات إطلاق صواريخ حوثية تنقل نحو ساحل البحر الأحمر استعدادا لهجمات جديدة على السفن. كما تستهدف الضربات قادة جماعة الحوثى بشكل شخصي، علما أن مصادر مطلعة ذكرت أن من بين المواقع المستهدفة منازل قادة حوثيين يقيمون فى صنعاء وصعدة. أما الهدف الثالث فهو توجيه رسالة إلى إيران مفادها أنها قد تكون التالية. ونقل موقع «أكسيوس» عن مسئول أمريكى قوله: إن «الضربات الأمريكية ضد الحوثيين قد تستمر لأيام أو أسابيع، مؤكدًا أن العملية لا تزال فى مراحلها الأولى. وقال «أكسيوس» إن ترامب أمر وزارة الدفاع «بنتاجون» بالبدء فى إعداد خطط عسكرية ضد الحوثيين، وذلك بعد قراره بإعادة تصنيفهم منظمة إرهابية بعد عدة أسابيع من توليه منصبه. وبعد أن أسقط الحوثيون مسيّرة عسكرية أمريكية قبل أسبوعين، تسارعت وتيرة الاستعدادات للضربات، وفقا لمسئول أمريكي. وأكد المسئول الأمريكى ل»أكسيوس»، أن ترامب وافق على خطة الهجوم يوم الجمعة، وأصدر الأمر النهائى بتنفيذها أمس الأول فى نفس يوم وقوعها. وبدورها، نقلت شبكة «سى إن إن» عن مصدر رسمي، قوله إنَّ «التخطيط للضربات ضد الحوثيين استغرق وقتًا طويلًا، نظرًا للاحتياج لوقتٍ كافٍ لجمع المعلومات اللازمة عن الأهداف. وأكد المصدر على أن أمريكا لن تغزو اليمن بريًا ولن ترسل قوات على الأرض هناك، بل ستعمل على شن سلسلة من الهجمات على أهداف استراتيجية. وقال المصدر إنه من المتوقع اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الحوثيين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن الأمر يتوقف على تقييم الأضرار الناجمة عن سلسلة الضربات». وأبلغت إدارة ترامب عددا قليلا من حلفائها الرئيسيين مسبقا، وأبرزهم إسرائيل التى سبق لها تنفيذ ضربات عنيفة على اليمن، تزامنا مع حربها على قطاع غزة. وأضاف المسئول أنه «تم إبلاغ حلفاء آخرين ذوى صلة، وكبار أعضاء الكونجرس بعد بدء الضربات». وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان لها أن وزير الخارجية ماركو روبيو أطلع نظيره الروسى سيرجى لافروف خلال محادثة هاتفية بالعملية العسكرية، وأكد أنَّ استمرار هجمات الحوثيين على السفن العسكرية والتجارية الأمريكية فى البحر الأحمر لن يتم التسامح معها. وقالت الوزارة إن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أكد فى اتصال هاتفى مع نظيره الأمريكى ماركو روبيو، على ضرورة الوقف الفورى لاستخدام القوة ضد الحوثيين فى اليمن. وأضاف لافروف أنه «من المهم لجميع الأطراف الانخراط فى حوار سياسي، من أجل إيجاد حل لتجنب المزيد من إراقة الدماء». فى المقابل، توعد الحوثيون بتصعيد أكبر وأشد قسوة. وأعلن المتحدث باسم حركة «أنصار الله» أن الضربات الأمريكية لن تمنع الحركة من استهداف السفن الإسرائيلية فى البحر الأحمر وخليج عدن واصفًا غارات واشنطن بأنها تشجيع لإسرائيل على حصار غزة. وكتب عبد السلام عبر منصة «إكس» أن تصريحات ترامب بشأن التهديد الذى تواجهه الملاحة الدولية فى مضيق باب المندب مضللة وعارية من الصحة، مبينا أن الحصار البحرى الذى فرضته اليمن دعما لغزة ينطبق فقط على السفن الإسرائيلية. ووفقا للمتحدث فإن الحصار سيستمر حتى يتم إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة وفقاً لاتفاقية وقف إطلاق النار بين حركة «حماس» وإسرائيل.ورغم الضربات الجوية الأمريكية، أكد المجلس السياسى الأعلى التابع للحوثيين أن «صنعاء ستبقى درعًا لغزة»، فى إشارة إلى استمرار دعمهم للمقاومة الفلسطينية. وأشار المجلس إلى أن استهداف المدنيين يفضح عجز الولاياتالمتحدة.