بالنظر إلى تاريخ القمة بين الأهلي والزمالك نجده مكتظًا بتبادل القطبين سجلات الانسحاب ولذلك فإننى أرى أن انسحاب الأهلى الثلاثاء الماضى ليس الأول وربما لا يكون الأخير، فقد تبادل القطبان الانسحاب فى مناسبات متفرقة، وكانت واقعة الانسحاب الأولى من نصيب الأهلى فى دورى القاهرة موسم 1940 - 1941، ورفض الأهلى خوض اللقاء بعدما حسم الزمالك اللقب. وخسر الأهلي بالانسحاب أيضا فى 18 مارس 1966عندما رفض استكمال القمة اعتراضًا على احتساب الهدف الثانى للزمالك فى الدقيقة 69.. والواقعة الثالثة كانت فى مباراة القمة يوم 24 ديسمبر 1971 فى الدورى وكانت النتيجة 1-1 قبل أن يسجل الزمالك الهدف الثانى عن طريق فاروق جعفر وهو ما أثار اعتراضات الأهلى وألغيت المباراة للشغب وتمت معاقبة الفريقين.. والأزمة الرابعة كانت فى لقاء القمة يوم 26 يونيو 1996 حينما دارت أزمة خاصة باختيار حكام القمة، واعترض الزمالك على تعيين قدرى عبد العظيم الذى تم تعيينه فى النهاية.. واعترض الزمالك على احتساب هدف للأهلى فى الدقيقة 85 وانسحب.. والأزمة الخامسة كانت يوم 9 أبريل 1999 حين انسحب الزمالك بعد مرور 4 دقائق فقط اعتراضًا على طرد لاعبه أيمن عبد العزيز إثر تدخل قوى.. والواقعة السادسة، نشبت قبل النسخة الأولى للسوبر المصرى عام 2002، وكان مقررًا أن يلعب الزمالك بطل الدورى ضد الأهلى بطل كأس مصر.. ورفض الأهلي خوض هذه المباراة ما دفع الاتحاد المصري للاستعانة بالوصيف غزل المحلة وفاز الزمالك بنتيجة 2-1، وعوقب الأهلى بالغياب عن النسخة التالية للسوبر.. والواقعة السابعة كانت تخص مباراة القمة بالدورى فى فبراير 2020 وطلب الزمالك وقتها تأجيل اللقاء ودار جدل واسع بعدما أرسل الزمالك فريق الناشئين لخوض المباراة ثم ادعى الأبيض تعطل الحافلة، وتم احتساب اللقاء لصالح الأهلى.. والواقعة الثامنة كانت خاصة بمباراة القمة يوم 25 يونيو 2024 وتم احتسابه لصالح الأهلى بسبب رفض الزمالك خوض اللقاء اعتراضًا على الأخطاء التحكيمية.. وواقعة انسحاب الأهلي الثلاثاء الماضى هى التاسعة تقريبا فى تاريخ انسحابات القطبين، وبالمناسبة فإن الانسحاب ليس بدعة أهلاوية أو زملكاوية، فقد انسحب برشلونة من أكثر المواجهات التاريخية إثارة للجدل أمام أتلتيكو مدريد التى جرت فى نصف نهائى موسم 1999-2000 ، حيث رفض برشلونة خوض مواجهة الإياب على ملعب كامب نو، ليهدى أتلتيكو بطاقة الترشح إلى المباراة النهائية.. ورغم أن الانسحاب ليس بدعة زمهلاوية وأمر وارد فى عالم الساحرة المستديرة فإنني أرى أنه من الإنصاف أن يتحمل صاحب القرار مسئولية قراره وكما شاهدنا فى وقائع الانسحاب التسعة للقمة المصرية كان هناك طرف فائز وآخر خاسر وعندما تعادلت كفة أخطاء الشغب ذات مرة وقعت العقوبات على الفريقين، ولذلك لابد من ترسيخ مبدأ الثواب والعقاب، وردع أي طرف يحدث خللا فى المنظومة مهما كان حجمه وأرفض تماما لغة أن كل الأطراف على حق، لأنه لابد من مخطئ وإلا من أين جاء الخلل ولا يوجد اثنان يختلفان على الشعبية الكبيرة للأهلي والزمالك ليس فقط داخل مصر ولكن فى العالم العربى والإفريقى؛ ورغم التاريخ العريق للمواجهة التى أقيمت للمرة الأولى عام 1917، فإن وقائع الانسحاب تبقى بمثابة نقاط سوداء فى ثوب القمة المصرية، وهنا تستحضرني كلمات كتبها الوزير اليقظ د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك قال فيها: يجب أن نعى قدر بلدنا جيدا وأيضا قدر ذاتنا كمصريين لنا حضارتنا وهيئتنا فى حضورى وكلمتى ممثلًا عن الحكومة المصرية فى اجتماعات الاتحاد الدولى لكرة القدم والاتحاد الإفريقى لكرة القدم والجمعية العمومية للاتحاد الإفريقى. تحدث رئيس الاتحاد الدولى انفانتينو قائلا: «بلدى مصر ولا يوجد مكان فى العالم تستيقظ فيه وترى هذا المكان.. وهذه الحضارة وهو يشير إلى الأهرامات.. جاء ذلك خلال الاجتماع الذى استضافته مصر وبهذه المناسبة أهنئ كوزير للشباب والرياضة هانى أبوريدة بفوزه بالاتحاد الدولى والإفريقى لكرة القدم. وهذا قدر بلدنا.. وعلى الجميع ولكل من يعمل فى المجال الرياضى متطوعًا بمجالس الإدارات أو يعمل تنفيذيًا بأجر أن يعى ويراعى هذا.. بلدنا أكبر من الجميع ونسعى إلى هذا من خلال مسئولياتنا وتطبيقا للقوانين التى تهيئنا والمال العام مسئولية من يدير والكل مسئول عن قراره». مبروك لأبوريدة.. شكرًا انفانتينو.. وتحية كبيرة للوزير أشرف صبحى الذى أصاب الحقيقة باحترافية.. ومصر دائما أكبر من الجميع.