في حلقة مثيرة من برنامج "العرافة" الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، كشف الفنان حسام حبيب عن معاناته مع اضطراب الشخصية الحدية (BPD)، حيث قال: "وأنا بقرأ عن البوردر لاين حسيت إني بقرأ عن نفسي.. واطمنت إني عرفت." هذا التصريح أثار جدلًا واسعًا بين الجمهور، حيث سلط الضوء على اضطراب نفسي قد يكون غير مفهوم بالنسبة للكثيرين، فما هو اضطراب الشخصية الحدية؟ وما هي أسبابه وأعراضه وطرق علاجه؟ ما هو اضطراب الشخصية الحدية (BPD)؟ اضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو اضطراب نفسي يتميز بتقلبات مزاجية حادة، وعلاقات غير مستقرة، وسلوكيات اندفاعية، يعاني المصابون به من خوف شديد من الهجر، وعدم استقرار في الهوية الذاتية، وصعوبة في التحكم في المشاعر، كما يُعد أحد اضطرابات "المجموعة ب" (Cluster B) التي تتميز بالسلوكيات الدرامية وغير المتوقعة، بحسب clevelandclinic. الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية والاضطراب ثنائي القطب غالبًا ما يتم الخلط بين اضطراب الشخصية الحدية والاضطراب ثنائي القطب، ولكن هناك فروق جوهرية بينهما: في اضطراب الشخصية الحدية، تتغير المشاعر والسلوكيات بسرعة استجابةً للضغوط والتفاعلات الاجتماعية. أما في الاضطراب ثنائي القطب، فالتغيرات المزاجية تستمر لفترات أطول (أيام أو أسابيع) وتكون مصحوبة بتغيرات في الطاقة والنشاط. اقرأ ايضا|رمضان 2025 | للتخلص من عسر الهضم في رمضان اتبع هذه النصائح من هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية؟ يبدأ اضطراب الشخصية الحدية عادةً في مرحلة المراهقة أو بداية الشباب. وتزداد احتمالية الإصابة به في الحالات التالية: وجود تاريخ عائلي للاضطراب. التعرض للصدمات النفسية أو سوء المعاملة في الطفولة. المعاناة من اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات الأكل. يُعتقد أن 75% من المصابين باضطراب الشخصية الحدية هن نساء، لكن بعض الدراسات تشير إلى أنه قد يكون منتشرًا بنسبة متساوية بين الجنسين، ولكن يتم تشخيص الرجال غالبًا بأمراض أخرى مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). أعراض اضطراب الشخصية الحدية تختلف حدة الأعراض ومدتها من شخص لآخر، ولكن أبرزها: 1. الخوف الشديد من الهجر: يشعر المصابون بقلق مفرط من أن يتركهم الآخرون، مما يدفعهم إلى محاولات مستميتة لتجنب الهجر، سواء كان حقيقيًا أو متخيلاً. 2. علاقات غير مستقرة: تتأرجح العلاقات بين المثالية التامة والتقليل الشديد من شأن الآخرين. 3. اضطراب الهوية: يعاني المصابون من صورة ذاتية غير مستقرة، مما يجعلهم يغيرون أهدافهم، وظائفهم، أو حتى أصدقائهم بشكل مفاجئ. 4. تغيرات مزاجية حادة: قد يشعر المصاب بالسعادة في لحظة ثم ينتقل فجأة إلى الغضب أو الحزن أو القلق دون سبب واضح. 5. سلوكيات اندفاعية خطيرة: مثل الإدمان، الأكل بشراهة، التهور في العلاقات العاطفية، القيادة المتهورة، أو إنفاق المال بشكل غير محسوب. 6. إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار: وهو من أخطر الأعراض حيث يلجأ بعض المصابين إلى جرح أنفسهم أو التفكير في إنهاء حياتهم. 7. الشعور الدائم بالفراغ: كثير من المصابين يشعرون بعدم وجود معنى لحياتهم أو بأنهم لا ينتمون إلى أي مكان. 8. نوبات غضب شديدة: يجد المصابون صعوبة في التحكم في غضبهم، وقد يظهر ذلك في شكل مشاجرات، أو تعليقات لاذعة، أو نوبات غضب مفاجئة. 9. أفكار جنون العظمة والارتباك النفسي: خاصة تحت الضغط النفسي الشديد، حيث قد يشعرون بانفصال عن الواقع أو يكون لديهم أفكار غير منطقية عن نوايا الآخرين. أسباب اضطراب الشخصية الحدية لا يوجد سبب واحد واضح للإصابة باضطراب الشخصية الحدية، ولكن يعتقد الباحثون أنه ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل البيئية والوراثية والعصبية، وأهمها: التجارب الصادمة في الطفولة: مثل الإساءة الجسدية أو العاطفية أو الجنسية. العوامل الوراثية: حيث يُلاحظ أن المرض ينتشر بين أفراد العائلة الواحدة. اضطرابات في الدماغ: هناك تغيرات في بعض أجزاء الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف والسلوكيات لدى المصابين بالاضطراب. كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية؟ يتم التشخيص من خلال أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، الذي يقوم بإجراء مقابلات وتحاليل نفسية لتقييم الأعراض بناءً على المعايير المعتمدة في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM-5). طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية رغم أن اضطراب الشخصية الحدية قد يكون صعب العلاج، إلا أن التحسن ممكن مع العلاج المناسب، والذي يشمل: 1. العلاج النفسي (العلاج بالكلام) وهو الخيار الأساسي لعلاج الاضطراب، ومن أهم أنواعه: العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يساعد في التحكم في المشاعر، وتعلم مهارات التأقلم، وتقليل السلوكيات الاندفاعية. العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعمل على تغيير أنماط التفكير السلبية، وتحسين طريقة التعامل مع الآخرين. العلاج الجماعي: يوفر بيئة داعمة للمصابين للتفاعل مع الآخرين بطريقة صحية. 2. الأدوية لا يوجد دواء مخصص لعلاج BPD، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج الأعراض المرتبطة به، مثل: مضادات الاكتئاب: لعلاج التقلبات المزاجية والاكتئاب المصاحب. مضادات الذهان: لتقليل نوبات الغضب والارتباك النفسي. المهدئات: للمساعدة في السيطرة على القلق والتوتر. 3. العلاج في المستشفى في الحالات الشديدة التي تتضمن إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار، قد يكون من الضروري الإقامة في المستشفى لفترة قصيرة للحصول على رعاية مكثفة.