عندما ترى اسم الفنان ماجد المصرى ضمن طاقم أى عمل درامي، يمكنك أن تطمئن إلى أنك أمام تجربة فنية تستحق المشاهدة، فهو من هؤلاء الفنانين الذين يضيفون بريقاً خاصاً لأى عمل يشاركون فيه، ليصبح وجوده فى حد ذاته علامة على الجودة، أو على الأقل ضماناً لأنك ستشاهد عملاً درامياً جيداً. وفى أسوأ الأمور، ففى كل حلقة مشهد يمكن أن يدرس فى معاهد التمثيل، أو كما يقولون ماستر سين. يمتلك المصرى قدرة فريدة على التلون بأدواره، ما بين الخير والشر، بين الرجل العاطفى والغامض، بين الشخصية الشعبية ورجل الأعمال المتسلط.. يملك كاريزما خاصة، لا تعتمد على صخب الأداء أو المبالغة، بل تنبع من التلقائية والبساطة، ومن إتقانه لأدق تفاصيل الشخصية التى يقدمها. هذا العام، يطل علينا ماجد المصرى بشخصية المعلم رجب الجريتلى، الرجل الذى يتمتع بمكانة وصيت كبير فى منطقته الشعبية، يظهر طوال الأحداث حليق الرأس، جبروت غير عادى، إلا أنه يقع فى حب «إش إش»، تستطيع أن تشاهد من خلال رجب، كيف يستطيع المصرى أن يتلون ويؤدى مشاهد الرومانسية بنفس جودة مشاهد الأكشن و التراجيديا، رغم الانتقادات التى توجه للعمل يغرد ماجد المصرى والفنانة انتصار خارج السرب، أدوارهم لا تشبه أحداً للأسف، ويظهرون أساتذة فى التمثيل وسط مجموعة من الهواة، الأمر الذى يظلمهم، بل وأحياناً يخفت بريقهم. يستحق ماجد المصرى أن يحصل على مساحة أكبر، ويستحق أن يتصدر الأعمال الدرامية، وأعتقد أن نجاحه فى مسلسل «زوجة واحدة لا تكفى»، ومن قبلها «بحر»، وغيرها من الفرص القليلة التى يعطيها له صناع الدراما على استحياء، كل هذا يثبت أننا لسنا أمام مجرد «الجوكر» الذى يأتى ليدعم البطل ويسنده، بل نجم له وزنه، قادر على تقديم شخصيات مركبة وعميقة، يجذب الجمهور إليها بسهولة.. وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يحصل ماجد المصرى على حقه الكامل كنجم صف أول؟.. باختصار، ماجد المصرى نجم من العيار الثقيل، ويكفى أن يظهر فى أى عمل لتقول عنه إنه «أصلى».