غدًا أجمل لأن كل يوم والحياة فى حال، فإذا ضاقت اليوم اتسعت غدًا، وإذا أغلقت أبوابها أمس فتحت أبوابها اليوم، وإذا تصورت فى لحظة أنها مستحيلة وجدتها فى اللحظة التالية ممكنة. غدًا أجمل لأن الله يرزقنا النور من ذروة العتمة، لأن الله كريم مهما ضَنّت الأرض علينا هو يبسط ويرزق، لأن الله قادر على أن يبدل الحزن إلى فرح بكلمة، ويجعل اليأس أملًا وبهجة. غدًا أجمل فاستعد له، الكسالى لا يستعدون لما هو قادم، لا يستعدون لما بعد انتهاء العاصفة، إنهم ينتظرون أن تفتح الأبواب وتقول لهم الدنيا تفضلوا، ينتظرون الأرباح دون أن يبذلوا الجهد الحقيقى للمكسب. غدًا أجمل، بشرط أن تذهب له من اليوم، أن تبذل كل ما فى وسعك ليصبح أجمل بقوتك وإرادتك وأحلامك العظيمة، أن تغير ما فى اليوم من أشياء قبيحة وتزيل الأشواك من الطريق وتمهده لتستقبل يومًا جديدًا وأنت تستحق أن يكون أجمل. غدًا أجمل، لأن الأيام كما خلقها الله، أيام مُرة وأيام حلوة، فإذا شعرت بالمرارة اليوم لأن أيامًا حلوة تنتظرك غدًا. غدًا أجمل، لكننا لابد أن نعمل بكل قوتنا لكى يكون بهذا الجمال، أن نؤمن أن كل جهد سنبذله اليوم سوف يتحول إلى درجة نصعد عليها غدًا، وأن الدنيا إذا احتلتها أزمة اليوم تجعلنا لا نعرف ما هى خطوتنا القادمة، فإن لكل زهرة تتفتح بالأمل والخير آوانًا، وأن أجدادنا حكوا لنا عن أزمات لكن بالصبر مرت، كل صفحة لها نهاية وكل كتاب له بدايات ننتظرها. غدًا أجمل، لا تستهلك حياتك بالشكوى ولا تُضيعها بالخوف ولا تقتلها بالانتظار، حاول مرة وألف مرة أن تربح من الأزمات بالعمل والتجربة وأن تدخل المعارك من أجل إنقاذ حياتك، الضُعفاء جبناء يؤثرون الصمت والانسحاب والتردد والموت، أنت قوى بما يكفى لكى تُقاتل من أجل حياتك، وإذا لم تحقق ما تتمناه من المرة الأولى أو العاشرة فتأكد أنك فائز بما مررت به من تجارب، تعلمت من الضربات التى قمت بها، ولا تنسى أن الأحجار الصعبة لا تنكسر من الضربة الأولى ولكن من تكرار الضربات، وأن الذين مهدوا الطريق الصعب تحملوا كمًا من الآلام وصبروا ولم يفقدوا الحماس ولا لمعة الأمل لكى يصلوا إلى نهاية الرحلة. غدًا أجمل. لا تفوت اليوم فى صناعة الغد الجميل!