لو أحسن الدكتور» أسامة الأزهرى « وزير الأوقاف، لاختار لخطبة الجمعة القادمة عنوان «الضرائب حق الله»، ولن يجافى العنوان معلومة من الدين بالضرورة، ويحض جمهرة الممولين على الوفاء بحق الله فى أموالهم، وتأسيس هذا الحق فقهيا لن يستعصى على العلامة الأزهري. العنوان أعلاه معبر عن إعلان مصلحة الضرائب الرمضاني، حاذق من استهلّ أيام رمضان المبارك بإعلان فيه «روح رمضان»، أغنية خفيفة تخاطب شرائح ضريبية بسيطة بلغة محببة يفهمونها، المصلحة تخاطب الممولين على قدر محبتهم. خلاصة الإعلان، «الممول على حق»، على طريقة « الزبون على حق «، وهذا فكر ضرائبى متطور، نقلة فى الفكرة، جاءت الفكرة، وصل ما أنقطع بين المصلحة والممولين، كانوا يتحاشونها ويخشون منها، باتت أليفة مألوفة، تصل إليهم بود وترحاب، وتترفق بهم ، وتقدم لهم من التسهيلات ما استطاعت إليه سبيلا. كسر «الحلقة الجهنمية» التى كانت عليها علاقة المصلحة بالممولين ضرورة مجتمعية ، كانت المصلحة تطارد والممول يتفنن فى التهرب، منجز حتمته « العقلية الانفتاحية « التى باتت عليها المصلحة ، لم تعد «مصلحة جباية» صارت « مصلحة مشتركة « بين الممول والمصلحة. مأمور الضرائب بات شخصا مرغوبا لا مرفوضا ما يسهل مهمته، أصعب وظيفة عرفتها البشرية «جمع الضرائب»، ثقيلة على الممول، ولكنها صارت « طوعية « عبر الإقرارات الضريبية الإلكترونية، وانت وضميرك، والمراجعات الضرائبية تحكم كل خمس سنين، وفى الأمر مندوحة، متسع لكثير من التسهيلات المنصوص عليها ومطبقة بأريحية محببة. تجربتى الشخصية مع مصلحة ضرائب المهن الحرة، وتعنى بأصحاب المهن خارج الوظائف الحكومية، شتان بين عصر ماضوي، وحاضر يعنى بكريم المعاملة مع كبار وصغار الممولين، وكبار الممولين لهم ما يليق بهم من احترام، ولكن أن يسود الاحترام تجاه صغار المولين، كان مطلبا وتحقق، وبزيادة إعلان فيه من النغش الرمضانى الكثير. أول مرة المصلحة تبتسم فى وجوه الممولين، تغنى لهم لا تغنى عليهم، وظلت ردحا من الزمن عابسة، غاضبة، لا ترضى بغير فلوس الممول بديلا، كانت وأصبحت باسمة راضية والحصاد بالرضى والتراضى أضعافا مضاعفة، بالرضى تاخد عنين الممول، بالغصب لن تنالوا الرضى. لماذا نكتب عن الضرائب، لسبب أنها مصدر رئيسى للدخل القومي، تمول الخدمات التعليمية والصحية، تمول بناء المدارس والمستشفيات، وأجور الموظفين، ولأن الضرائب حق مستحق، ومراجعنا الدينية توصى بدفع الضرائب كما إخراج الزكاة على وقتها، الضرائب فروض تؤدى على وقتها. قرب حبة تزيد محبة، «الجفاء الضرائبي» لا يملأ الخزينة العامة، «تشفيط الحنفيات ميملاش قرب»، و»ثشفيط الممولين ميملاش خزينة»، والتوجيه من وزير المالية الدكتور «أحمد كجوك» لرئيسة المصلحة السيدة «رشا عبدالعال» واضح بالتخفيف عن الممولين، وله مفعول السحر، وحزمة التسهيلات الضرائبية المستحدثة بأريحية ضريبية تشكل اختراقا لحلقة الرفض المجتمعى الذى جفف موارد المصلحة زمنا.