تزخر العسكرية المصرية بتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات، وبقائمة شرف لا تنتهى تضم رجالًا أبطالًا وقادة عظماء وهبوا حياتهم لخدمة الوطن والدفاع عنه، وقد ضحوا بأرواحهم فى سبيل استرداد الأرض وعزة الوطن ورفعته، وقد سطر التاريخ ذكراهم بأحرف من نور، وتتناقل الأجيال بطولاتهم وتضحياتهم بفخر واعتزاز. وتخليدًا لذكرى شهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الوطن، تُحيى مصر فى التاسعِ من مارس من كل عام، ذكرى يوم الشهيد، تزامنًا مع إحياء ذكرى استشهاد الفريقِ عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القواتِ المسلحة الأسبق، الذى استُشهِد بين جنوده على الجبهة. وتستعرض «أخبار اليوم» فى الملف التالى بعض الملامح من بطولات وتضحيات شهداء مصر الأبرار.. وإلى التفاصيل: استشهد المقدم محمود طلعت زيادة الضابط ب القوات المسلحة فى العملية الشاملة بجبل الحلال وسط سيناء فى إبريل 2018، ولم يكن استشهاده الأول فى تاريخ الأسرة فسبقه إلى الشهادة جده الذى قدم أسمى آيات الدفاع عن الوطن. كان الشهيد يتمتع بالهدوء وحُسن الخلق، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه البشوش، كما أنه كان دائم البر بوالديه، فكان دائم السؤال عنهما وتلبية مطالبهما، كما أنه كان ملتزمًا دينيًا، وكان يعلم أهل بيته الصلاة وقراءة القرآن والمداومة على الأعمال الخيرية. تقول بسمة زوجة الشهيد، «إنه اعتاد التصدق ووصاها بها وكان يتمنى الشهادة دائمًا».. وفى آخر إجازة له كان قد شعر باقتراب الأجل، فودع الجميع وكانت كلماته مع كل أفراد أسرته والمقربين غريبة، حتى زوجته ووالدته حيث تساقطت منهما الدموع، وكان قلب الزوجة والأم على موعد مع الحزن الذى امتزج بسعادة وفرح المكانة التى وصل إليها البطل، فور تلقى الأسرة اتصالًا هاتفيًا من البطل قبل استشهاده طالب والدته وزوجته بالدعاء.. صنعت الزوجة مجسمًا كبيرًا للشهيد ووضعته فى المنزل لتحدث إليه طفلتيه. فعندما تستيقظ الأسرة تتسابق ابنتا الشهيد «مليكة وتاليا» فى الوقوف بجوار المجسم ويؤديان التحية له، وفى اليوم الأول للدراسة أسرعت كلاهما بارتداء ملابسهما والتقاط صور السيلفى مع المجسم ابتهاجًا وسعادةً بفرحة اليوم الأول للدراسة.