أسير فلسطيني جديد قضى نحبه في سجون الاحتلال الإسرائيلي مع استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها، والتي توحشت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأبلغت هيئة الشؤون المدنية هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس 6 مارس، باستشهاد المعتقل علي عاشور علي البطش ( 62 عامًا) من غزة، في سجون الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 21 فبراير/ شباط 2025 في مستشفى (سوروكا)، بعد أيام على نقله من سجن (النقب) إلى المستشفى، ليضاف إلى سجل الشهداء الذين ارتقوا نتيجة للجرائم الممنهجة التي تُمارسها منظومة السجون بشكل غير مسبوق منذ تاريخ حرب الإبادة، لتشكل الحرب على الأسرى وجها آخر من أوجه الإبادة. معتقل في حرب غزة وبحسب بيان مشترك صادر عن هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، فقد اعتُقل علي البطش بتاريخ 25 ديسمبر/ كانون الأول 2023، بعد نحو 80 يومًا من اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. واعتبر الهيئة ونادي الأسير، أنّ قضية استشهاد المعتقل البطش تُشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيليّ، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة. وقال الهيئة ونادي الأسير، إنّ الاحتلال لا يكتفي بقتل المعتقلين، بل يتعمد حتى في الكشف عن مصيرهم التلاعب في الردود، وقد حصل ذلك مرات عديدة لذلك، مؤكدًا أنّ كافة الردود التي تتعلق بالشهداء هي ردود من جيش الاحتلال ولا يوجد أي دليل آخر على استشهادهم كون الاحتلال يواصل احتجاز جثامينهم. وأضافا أنه "في أغلب الردود يشير الاحتلال إلى أنه جاري التحقيق، وذلك في محاولة منه التنصل من أي محاسبة دولية، كما أنه يتعمد التأخير في الكشف عن مصيرهم، فغالبية الشهداء الأسرى بعد الحرب عائلاتهم أبلغت باستشهادهم بعد مرور أيام أو شهور على استشهادهم". حصيلة الشهداء «الأعلى تاريخيًا» وعلي البطش هو المعتقل الرابع الذي يعلن عن استشهاده، في غضون فترة وجيزة ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة إلى 62 شهيدًا، من بينهم على الأقل 40 أسيرًا من غزة ارتقوا في سجون الاحتلال. ووفقًا لهيئة الأسرى ونادي الأسير، فإن هذا العدد من الشهداء في سجون الاحتلال هو الأعلى تاريخيًا، لتُشكّل هذه المرحلة "الأكثر دموية" في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967. وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 299 أسيرًا، علمًا أن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري، كما ويرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى 71 شهيدًا من بينهم 60 أسيرًا منذ بدء الحرب. وشدد الهيئة والنادي، على أنّ وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب والتّجويع والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، عدا عن سياسات السلب والحرمان غير المسبوقة بمستواها. وحمّلت الهيئة والنادي، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل البطش وجددتا، مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية، المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال إسرائيل باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.