إلى جانب القيم الروحانية الإيمانية التي يحملها شهر رمضان المبارك، هناك أيضا قيم مجتمعية لابد أن تكون فى نية الصائم والمقبل على عمل الخير، بالتزامن مع النشاط الاستهلاكى الذى يتزايد فى الشهر الفضيل.. ومن باب التذكير، يرى أصحاب المشاريع الصغيرة والمتاجر الصغيرة أيضا في رمضان فرصة نعززها نحن كمستهلكين من خلال دعمهم بسلوكياتنا وأنشطتنا التى تتعلق بالشراء.. هناك شباب وسيدات يسعون جاهدين لتحقيق استقلال مادى من خلال منتجات يقدمونها ولا تفتقر مطلقا للجودة العالية والتقديم الجميل، وواحدة من طرق الدعم لهؤلاء يمكن أن تتحقق من خلال التوجه للشراء من المحلات الصغيرة ومن أصحاب المشاريع الإنتاجية المحلية، وهى كثيرة وبمتناول اليد وموجودة حولنا.. هذه العملية تنعكس إيجابا بالضرورة على ما يُعرف بتدوير المال داخل المجتمع، إضافة إلى توفير فرص عمل، وبذلك يساهم سلوكنا الاستهلاكى برفد مصدر رزق العديد من السيدات والشباب.. تنشط فى شهر رمضان المبارك، العزائم والمبادرات، وينشط الطلب على الأطعمة الجاهزة، وبالتالى يمكن أن نتوجه للمطابخ الإنتاجية مثلا، ودعم الشباب والسيدات اللاتى يعملن من المنزل فى إعداد الوجبات.. تسوقوا من المحلات الصغيرة مثلا، فهذا السلوك يبنى روابط قوية بين أفراد المجتمع، ويعزز التكافل الاجتماعى ويساهم فى خلق حافز للاستمرار فى ظل تحول اقتصادى قد يحرم المشاريع الصغيرة فرصة النمو وتحقيق الذات.. ساهموا بسلوككم الاستهلاكي خلال الشهر الفضيل بدعم الفئات الطموحة، وهكذا تضاف الآثار الايجابية اقتصاديا واجتماعيا أيضا لقيم الشهر الروحانية، فمن الجميل أن نعرف أن أموالنا تؤثر على من هم حولنا فى المجتمع وتحدث فرقا فى حياتهم، ونضمن ولو باليسير أن الخير يصل للجميع..