قمة عربية طارئة مرتبة مرتقبة استغرق الإعداد لها فترة ليست بالقصيرة، شهدت أفكارا ومراوحات وتشاورات وبحثا، تحمل عبئها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى حمل هم الأزمة الفلسطينية وتداعيات الحرب، ما بين مساندة للشعب الفلسطينى وتقديم العون والمساعدات والانتصار لعدالة القضية، والإصرار على حفظ الأمن القومى المصرى.. معادلة صعبة ومشهد تاريخى.. تحملت مصر معه مواجهات وتحديات تليق بحجمها الكبير وقوة قيادتها التى تصدرت المشهد منذ اليوم الأول، حتى على مدار الوساطة بين الجانبين الفلسطينى-الفلسطينى والإسرائيلى حتى جاءت الخطة المصرية التى استطاعت تحقيق التوافق العربى باجماع لأول مرة منذ عقود على التوحد فى موقف واحد يحمل رفض التهجير الفلسطينى من قطاع غزة فى مواجهة خطط ترامب لإقامة ريفيرا الشرق الأوسط فى غزة. حيث أكد الرئيس السيسى فى كلمة بالغة التحديد والصرامة على حفظ حق الشعب الفلسطينى فى إعادة بناء وطنه وبقائه على أرضه بخطة حملت تعاونا لكافة الأشقاء فى إعادة الإعمار.. الخطة جاءت نتاجا لدراسة دقيقة مسبوقة باتصالات ورحلات خارجية للرئيس السيسى.. بتوقيتات زمنية وتكلفة بالمليارات مؤكدة على عودة السلطة الفلسطينية كممثلة للدولة الفلسطينية، كما أنها لم تغفل دور الرئيس ترامب فى تبنى خطة تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.. وكان خطاب الرئيس السيسى فى منتهى الدقة حيث شمل حديثه عن تجربة السلام المصرية الإسرائيلية، وعلى مد يد التعاون مع الولاياتالمتحدة باعتبارها القوى العظمى التى لا يمكن إغفال دورها الداعم لنجاح التسوية، على الرغم من التحيز الواضح للجانب الإسرائيلى، لكن حكمة الخطاب لم تغلق الباب أمام تعاونها وتقديم الجهود لحل القضية، خاصة أن الاتفاق العربى على القضية الفلسطينية كان واضحا وصارما مما لا يدع مجالا للشك. . كانت القمة العربية وما حوته من خطة لإعادة الإعمار خطوة جيدة ضمن خطوات سبقتها من محاولات التهدئة ووقف إطلاق النار وإقرار الهدنات ليتنفس الجانب الفلسطينى الصعداء، لكن تظل خطوات توفير التمويل للخطة وخروجها على أرض الواقع من خلال تبنى المبادرة المصرية وانجاح مؤتمر الداعمين لإعادة البناء يتطلب التعاون لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، والذى يكشف دور مصر المحورى فى إنجاح القمة العربية وإقرار خطة الإعمار ومواصلة دورها السياسى فى دعم القضية وإقرار حل الدولتين كحل جذرى للقضية الفلسطينية، فليست الحلول الأنية سوى مرحلة من مراحل التعافى المبكر الذى تخطوه مصر وتتحمل عبئا للوصول بالأزمة لبر الأمان.