أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 4 مارس، طموحاته التوسعية ولا سيما بأن تسيطر بلاده على جرينلاند التي ينوي الحصول عليها بطريقة أو بأخرى، في خطاب أمام الكونجرس حيث لم تحظ السياسة الخارجية قط بأي اهتمام يذكر. ولكن رئيس وزراء جرينلاند رد عليه بأن الإقليم لا يريد أن ينتمي لأمريكا. وتوجه الرئيس الأمريكي إلى سكّان الإقليم الدنماركي المتمتّع بحكم ذاتي بالقول "أحمل أيضا رسالة الليلة إلى شعب جرينلاند الرائع.. نحن نؤيد بقوة حقكم في تقرير مستقبلكم، وإذا رغبتم في ذلك، فنحن نرحب بكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية". اقرأ أيضًا: ترامب مخاطبا الكونجرس المنقسم: «أمريكا عادت» واوضح ترامب في أول خطاب له أمام الكونجرس منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، "نحن بحاجة إلى (غرينلاند) حقّا من أجل الأمن العالمي الدولي - وأعتقد أنّنا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليها". وقال "سنضمن أمنكم، وسنجعلكم أغنياء، معا، سنأخذ جرينلاند إلى آفاق لم تتخيّلها من قبل". وردا على تصريحات ترامب، أكد رئيس وزراء جرينلاند ميوت إيغده الأربعاء "لا نريد أن نكون لا أميركيين ولا دنماركيين". وكتب ميوت إيغده عبر فيسبوك قبل ستة أيام من انتخابات تشريعية محلية "ينبغي على الأمريكيين ورئيسهم أن يدركوا ذلك. نحن لسنا للبيع ولا يمكن ببساطة الاستيلاء علينا". وتتجه الانظار إلى جرينلاند منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر عندما أعرب ترامب عن نيته ضم أكبر جزر القطب الشمالي إلى الولاياتالمتحدة. وسرعان ما ردت كوبنهاغن على لسان وزير دفاعها ترويلز لوند بولسن الذي أكد لشبكة البث العامة "دي آر" إن "ذلك لن يتحقق". وأضاف أن "الاتجاه الذي ستسير فيه جرينلاند سيقرره الجرينلانديون" الذين ينظمون انتخابات تشريعية في 11 آذار/مارس. كما كرر ترامب طمعه بالسيطرة على قناة بنما، على الرغم من إبرام شركة هونج كونج اتفاقا مبدئيا مع كونسورتيوم أميركي لبيعه ميناءين تديرهما على طرفي القناة. وقال إنّه "من أجل تعزيز أمننا القومي بشكل أكبر، ستستعيد إدارتي قناة بنما، وقد بدأنا بالفعل في القيام بذلك. نحن نستعيدها". هدّد ترامب، يوم توليه منصبه، باستعادة السيطرة على القناة متهما الصين باستغلالها. ويظهر ترامب بشكل واضح أنه يهتم بمصالحه أكثر من اهتمامه بالدول الشريكة، سواء تعلق الأمر بغرينلاند أو بقناة بنما أو بفرض رسوم جمركية على دول حليفة ومجاورة مثل كندا والمكسيك. تصحيح الأمور وإذ لم يتحدث عن أوكرانيا، أكد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "مستعدّ" للتفاوض مع روسيا لوقف الحرب ولأن يوقّع اتفاقية مع الولاياتالمتحدة تمنحها حقّ استغلال المعادن الأوكرانية النادرة. وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني إنه يريد "تصحيح الأمور" مع الرئيس الأميركي بعد المشادة التي حصلت بينهما في المكتب البيضوي الذي غادره بدون توقيع اتفاق المعادن. وأعلنت واشنطن لاحقا تعليق المساعدة العسكرية الأمريكية المهمة للجيش الأوكراني منذ بدء الغزو الروسي الواسع قبل أكثر من ثلاث سنوات. وأضاف ترامب "في الوقت نفسه، أجرينا محادثات جدية مع روسيا وتلقينا إشارات قوية بأنهم مستعدون للسلام.. وختم "ألن يكون هذا رائعا؟". ولم يسهب ترامب بالحديث عن الشرق الأوسط، لكنه قال "إننا نعيد رهائننا من غزة"، مذكرا بدوره خلال ولايته الأولى في إبرام اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل ودول عربية. كذلك، تعهّد ترامب "بشنّ حرب على عصابات المخدّرات المكسيكية" التي تشكّل "تهديدا خطرا للأمن القومي" للولايات المتّحدة. وأخيرا، لتبرير التخفيضات الهائلة في ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية، عدد ترامب سلسلة من عمليات "الهدر"، بحسب وصفه، مثل "40 مليون دولار لمنح دراسية حول التنوع والمساواة والإدماج في بورما". كما تحدث عن "ثمانية ملايين دولار لتشجيع مجتمع الميم في دولة ليسوتو الأفريقية التي لم يسمع بها أحد قط".