فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى تم تجنيدى فى قواتنا المسلحة الباسلة بعد أن انهيت دراستى الجامعية .. كان ذلك دفعة أكتوبر 1985 فى فترة قريبة لحد ما من انتصارتنا الساحق بأكتوبر73 وفى كلية الضباط الاحتياط التقيت بالعديد من الضباط والقادة الذين شاركوا فى صنع النصر ومن بينهم أسطورة بورسعيد اللواء أركان حرب يسرى عمارة - وكان وقتها برتبة العقيد - والذى أسر العقيد الإسرائيلى عساف ياجورى ووقتها كان قائدا لكتيبة دبابات إسرائيلية وأسر فى يوم الاثنبن الحزين فى «تل أبيب». سمعت حكايات كثيرة من أبطال حرب أكتوبر عن المعارك التى شاركوا فيها وعبورهم أعقد مانع مائى وهو قناة السويس وتحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر والاستيلاء على النقاط الحصينة، وسمعت كلاما وحواديت عن معركة كبريت ولكنى لم ألتق مع أحد أبطالها حتى جاءتنى الفرصة بعد مرور25عاما على النصر وبالتحديد عام 1998 عندما رافقت 35 من أبطالنا فى الملحمة والذين عاشوا فى حصار بالبر الغربى لقناة السويس ومعارك ومناوشات وإغارات ومقاومة باسلة.. وظل أبطالنا البواسل صامدين 141 يوما حتى20 فبراير 1974 وانسحاب إسرائيل إلى خط المضايق تنفيذا لاتفاقية فك الاشتباك وتم رفع الحصار عن الموقع . كانت النقطة الحصينة فى كبريت مقرا لإحدى القيادات الإسرائيلية الفرعية ضمن خط بارليف وملتقى الطرق العرضية شرق القناة ومن خلالها يمكن السيطرة على كافة التحركات شرق أو غرب الموقع وكانت تقع فى المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثانى والثالث وفى أضيق منطقة بين البحيرات المرة الكبرى والصغرى والمسافة بين الشاطئين الشرقى والغربى عندها لا تزيد عن 500 متر وتوجد فى الوسط جزيرة يستطيع من خلالها العدو الوصول لمدينة السويس وكان هذا الموقع الذى تمت إقامته فى «كبريت» يتحمل الموجات الانفجارية لجميع أنواع القنابل حتى زنة ألف رطل ويتوافر داخل النقطة إمكانات الاكتفاء الذاتى لمدة شهر ويزيد بالإضافة لوجود غرفة عمليات جراحية كاملة التجهيز وكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية. كانت النقطة القوية فى كبريت لم تسقط بعد فى العبور ووصلت معلومات للقيادة العامة لقواتنا المسلحة بأن الإسرائيليين بدأوا فى تجميع قواتهم نحو النقطة للقيام بعملية اختراق عميق لقواتنا المسلحة فكلفت الكتيبة 603 مشاة باقتحام النقطة والاستيلاء عليها . وللحديث بقية