أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، في كلمته أمام القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، أن لبنان يظل دائمًا في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن فلسطين تظل القضية الأساسية التي تجمع العالم العربي. وقال الرئيس عون: "لبنان يعود إليكم اليوم وينتظر عودتكم جميعًا إليه غدًا"، معربًا عن أمله في أن يكون هناك مزيد من التعاون العربي لدعم القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة. وفي بداية كلمته، شدد عون على أن "فلسطين قضية حق وتحتاج دائمًا إلى القوة"، مؤكدًا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو صراع من أجل العدالة وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مضيفا ان: "القضية الفلسطينية تقتضي دعم الشعب الفلسطيني وخياراته" في إطار السعي المستمر لتحقيق تطلعاتهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما أشار الرئيس اللبناني إلى أن "البعد العربي للقضية الفلسطينية يفرض أن نكون أقوياء لنصرة فلسطين"، داعيًا جميع الدول العربية إلى تعزيز الوحدة العربية والتنسيق فيما بينها في محافل السياسة الدولية لدعم فلسطين في معركتها من أجل نيل حقوقها. وتابع قائلاً: "يجب أن نكون متفاعلين مع مراكز القرار بشأن القضية الفلسطينية" لضمان اتخاذ مواقف مؤثرة على الساحة الدولية. وأكد الرئيس عون أن "لا سلام دون تحرير آخر شبر من الحدود اللبنانية"، مشيرًا إلى أن لبنان لن يكتمل سلامه إلا بتحرير أراضيه كافة من الاحتلال. وأضاف أيضًا: "لا سلام من دون دولة فلسطين وحصولها على حقوقها المشروعة"، مؤكدًا أن أي سلام دائم في المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون أن يكون هناك حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن حقوق الفلسطينيين في أرضهم. وأشار الرئيس اللبناني إلى أنه "لا سلام دون استعادة الحقوق الكاملة والمشروعة للفلسطينيين"، موضحًا أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يتنافى مع السلام والعدالة التي ينادي بها العالم. وفي سياق متصل، تحدث الرئيس عون عن معاناة لبنان من النزاعات الداخلية والإقليمية، مشيرًا إلى أن "لبنان تعلم من معاناته أن لا يسمح لطرف بالاستقواء بالخارج". وأضاف: "لبنان تعلم ألا يسمح باستعداء أي شقيق"، داعيًا إلى توحيد الصف العربي في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة. وفي ختام كلمته، أكد الرئيس اللبناني على أن لبنان سيظل ثابتًا في موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، وقال: "اليوم يعود لبنان إليكم بانتظار عودتكم إليه غدًا"، داعيًا الدول العربية إلى تقديم مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني في سعيه للحصول على حقوقه المشروعة. القمة العربية الطارئة بالقاهرة وانطلقت بالقاهرة اليوم الثلاثاء 4 مارس القمة العربية الطارئة لمناقشة القضية الفلسطينية والرد على مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير أهالي قطاع غزة. واستقبل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي القادة والزعماء العرب الحاضرين للقمة العربية الطارئة بمقر انعقادها في العاصمة الإدارية الجديدة. ويبحث القادة العرب المجتمعين القاهرة اليوم مشروع بديل لمقترح ترامب حول تهجير أهالي قطاع غزة إلى الدول المجاورة وإنشاء ما أطلق عليه ريفيرا الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التعثر التي تشهده اتفاقات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار بالقطاع. وعقب تصريحات ترامب حول تهجير أهالي قطاع غزة خرجت العديد من التصريحات العالمية الغاضبة والتي وصفت خطة ترامب بغير القابلة للتنفيذ والتي من شأنها إنهاء القضية الفلسطينية بالكامل. وتعرض قطاع غزة لدمار هائل جراء حرب عنيفة بدأت بين إسرائيل وحماس إثر هجوم الحركة الفلسطينية غير المسبوق داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتقدر الأممالمتحدة التكلفة الخاصة بإعادة بناء قطاع غزة بأكثر من 53 مليار دولار. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي التقى نظراءه العرب الاثنين في القاهرة، "الخطة تم الانتهاء منها وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب في الاجتماع الوزاري وفي القمة لإقرارها". وكانت مصر من أول الدول التي وضعت خطوطا حمراء لا يجب تجاوزها في الصراع بقطاع غزة، ومنها الرفض الكامل لمحاولات تهجير أهالي قطاع غزة، وأن تتم عملية إعمار القطاع مع بقاء أهل غزة على أرضهم.