تصاعدت ردود الفعل الغاضبة في الأوساط السياسية والحزبية المصرية بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة اعتبرها سياسيون وبرلمانيون جريمة حرب تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال. وأكدوا أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية لوقف العدوان، مع التشديد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنهاء الحصار وفتح المعابر دون قيود. اقرأ أيضًا | مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط تشيد بالجهود المصرية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة قرار نتنياهو جريمة حرب وعقاب جماعي للمدنيين من جانبه ، قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن قرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بمثابة جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي وسياساته القائمة على الحصار والتجويع. وأوضح أن القرار يمثل عقابًا جماعيًا لملايين المدنيين الأبرياء، الذين يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية بسبب العدوان المستمر منذ أشهر. وأكد أن هذا الإجراء ليس منعزلاً، بل يأتي في إطار سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية، من استهداف المدنيين، وتدمير البنية التحتية، إلى سياسات التهجير القسري، بهدف فرض أمر واقع بالقوة. الموقف المصري ثابت في دعم فلسطين وأكد فرحات أن مصر ثابتة في دعمها للشعب الفلسطيني، وتواصل جهودها الدبلوماسية لإيقاف العدوان وضمان وصول المساعدات، إلى جانب إرسال الإمدادات عبر معبر رفح. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة، داعيًا الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى فرض ضغوط حقيقية على الاحتلال. القوانين الدولية تُلزم بحماية المدنيين وإدخال المساعدات وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جنيف، ينص صراحة على ضرورة حماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وهو ما تتجاهله إسرائيل في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي. كما شدد على أهمية اتخاذ الدول العربية والإسلامية موقفًا أكثر قوة، يتجاوز بيانات الإدانة إلى إجراءات عملية لوقف الانتهاكات. اقرأ أيضًا | المؤتمر: مصر تلعب دورا حيويا لإعادة إعمار غزة وإقامة دولة فلسطينية الاحتلال يستغل الهدنة لمصالحه السياسية والعسكرية بدوره، استنكر المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين" وعضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، قرار نتنياهو، الذي صدر بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة، وفي ظل أيام مباركة يشهدها العالم الإسلامي. وأكد أن القرار يعكس التعنت الإسرائيلي في تجويع الفلسطينيين وفرض سياسة العقاب الجماعي، في مخالفة صارخة لكل المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية التي تضمن توفير المساعدات العاجلة للمدنيين العزل. ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع جرائم الاحتلال وأشار أبو العطا إلى أن استمرار الاحتلال في ممارساته القمعية، ومنع دخول المساعدات، يعكس ازدواجية المعايير الدولية، مطالبًا الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية بالتحرك الفوري للضغط على الاحتلال. مؤكد أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لن تتوانى عن دعم القضية الفلسطينية، وستواصل جهودها الإنسانية والسياسية، داعيًا الدول العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد التعنت الإسرائيلي. التهجير خط أحمر ومصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية من جانبه، شدد النائب أحمد محسن، عضو لجنة القيم بمجلس الشيوخ، على أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة، والتصدي لمخططات التهجير. وأشاد بالاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، والذي شهد تأكيدًا على ضرورة بدء إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، باعتباره خطوة أساسية لاستعادة الاستقرار. حل الدولتين هو الطريق الوحيد للسلام وأوضح محسن أن الرئيس السيسي أكد خلال الاتصال أن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، هو الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام. واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن موقف مصر من التطورات في غزة قوي وثابت، وأن مصر ترفض تمامًا أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على أن التهجير القسري خط أحمر لا يمكن تجاوزه. فى سياق آخر ،استنكر الدكتور سراج عليوة أمين تنظيم حزب الريادة قرار السلطات الإسرائيلية بوقف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق كافة المعابر، مما يزيد من تفاقم الوضع المأساوي الذي يعاني منه سكان غزة منذ أكثر من عام. وأكد أمين تنظيم حزب الريادة، أن هذا القرار السلبي يفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة معتبرًا مثل هذا القرار يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف التي تحظر استخدام الحصار كأداة للعقاب الجماعي ضد المدنيين". وأوضح الدكتور سراج عليوة أن مثل هذا القرار في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحصار منذ سنوات". و أخيراً ، في ظل إستمرار العدوان الإسرائيلي وسياسات العقاب الجماعي، تتواصل التحركات المصرية على كافة الأصعدة لدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته، في وقت يتعاظم فيه الغضب الحزبي والبرلماني تجاه الممارسات الإسرائيلية، مع دعوات متزايدة لتحرك دولي حقيقي يضع حدًا لهذه الجرائم.