هل تجازف غادة عبد الرازق بإعادة تجسيد شخصية «شفاعات» في المسلسل الرمضاني الذي يحمل نفس عنوان الفيلم الأيقونة «شباب إمرأة»؟ أعتقد إنها مغامرة تحسب لها أو عليها سنرى، وسوف تجيب الحلقات على تساؤلات كثيرة، وقطعا المقارنة ستكون موجودة ليس فقط بينها وبين النجمة الأسطورة تحية كاريوكا التي جسدت قبل أكثر من 59 عاما، شخصية «شفاعات» في فيلم المخرج صلاح أبو سيف الذي كتب له السيناريو أيضا . في الفيلم تبقى «شفاعات» النموذج الخالد لأدوات بنت البلد بمواصفات المرأة الشبقة ذات الشخصية القوية التي يرتبك أمامها الرجال، فهي تأمر فتطاع، ثم تحيك الدسائس لتعيد حبيب القلب إلى عشها. تلك الشخصية مخيفة للغاية لعدة أسباب، في مقدمتها مغامرة تحية كاريوكا لتقبل أن تقدم دور امرأة كبيرة في السن عن البطل الذي أمامها، فهي جرأة تحسد عليها، كما أن الشخصية شريرة ربما لا يتعاطف الجمهور مع سيدة تغوي شاب قروي ساذج أصغر منها سنا - وهو الطالب «إمام» - وتوقعه في حبالها، وتمنعه عن مستقبله وحبه وأهله إذا لزم الأمر، المتلقي المصري لن يقبل أن يرى تلك الشخصية، حتى حينما يرى نهايتها البشعة، لكن تحية وافقت. الأصعب أيضا أنها تقف أمام صلاح أبو سيف مخرجا، وتقدم شخصية مركبة، كل مبررات أفعالها داخلية لا يظهر منها أي شيء على السطح، كل أزمات البطلة بالتمسك بفكرة أنها مازالت مرغوبة وأيضا السيطرة الشديدة التي تظهر في أفعال على الشاشة، كل هذا كان يتطلب من تحية أن تكون ممثلة ذات باع طويل في أدوار معقدة ومركبة حتى تؤدي الشخصية، لكنها ببساطة قدمتها كأفضل ما يكون، ولعل أبلغ إشادة بهذا ما قيل حول ترشيحها لجائزة في مهرجان «كان»، حال دون ذلك. بلا شك صار دور «شفاعات» مرادفاً لتحية كاريوكا، ويبدو وكأنه ينادي عليها، فلقد ذابت تماماً الحدود الفاصلة بين الدور والشخصية التي تؤديها.. هو ذروة أدوار بنت البلد ونموذجها الخالد، ليس فقط في تاريخ «تحية كاريوكا»، بل في تاريخ السينما العربية.. إن هذه الشخصية التي أدتها «تحية كاريوكا» برغباتها المحمومة كان من الممكن أن تسقط في الفجاجة والنمطية، لكن «تحية» تقدم هذا الدور ب «أستاذية»، وبعدها نكتشف أن أكثر من فنانة تحاول أداء دور بنت البلد هذه الشخصية، لكنهن لم ينجحن وهن يحاولن تقليد تحية، لقد صارت «شفاعات» ترمومتر أداء دور «بنت البلد»، ولهذا فمهمة غادة عبدالرازق صعبة، فهل ستكون لها مفرداتها الخاصة في الأداء وطزاجة الطلة والحضور، ومعها بالطبع كاتب السيناريو والمعالجة محمد سليمان عبدالملك والمخرج أحمد حسن، والممثل يوسف عمر الذي يجسد دور «إمام»، وهي الشخصية التي جسدها الفنان شكري سرحان . دعونا ننتظر كيف ستقوم غادة بمهمتها الصعبة، وهي تقبل على هذه الخطوة المهمة، وكيف ستدير صراعاتها النفسية داخل أجواء تلك الدراما وتجعلها مواكبة للعصر؟ اقرأ أيضا: رمضان 2025.. طرح البوستر الرسمي لمسلسل «شباب إمرأة»