ولد الرحالة والمؤرخ المغربي الشهير محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، المعروف بابن بطوطة، في مدينة طنجة بالمغرب. اقرأ أيضاً| «نموذج الملك توت» تكشف أسرار الأزياء الملكية في مصر القديمة نشأ في أسرة ميسورة الحال من القضاة والعلماء، ما ساعده على تلقي تعليم جيد في الفقه والعلوم الشرعية، قبل أن يقرر خوض رحلاته الاستكشافية التي جعلته أحد أعظم الرحالة في التاريخ. ** أمير الرحالين المسلمين بداية رحلته وأهم المحطات في عام 725 ه (1325م)، انطلق ابن بطوطة من طنجة في رحلة طويلة استغرقت 27 عامًا، زار خلالها بلاد المغرب، مصر، السودان، الشام، الحجاز، تهامة، العراق، فارس، اليمن، عمان، البحرين، تركستان، الهند، الصين، الجاوة، بلاد التتار، وأواسط أفريقيا. كان يتنقل بين هذه الدول عبر البر والبحر، مستخدمًا القوافل والسفن التجارية. ** ابن بطوطة وعلاقاته بالملوك: علاقاته بالملوك والأمراء تميز ابن بطوطة بذكائه الاجتماعي وقدرته على التواصل مع الحكام والسلاطين، مما ساعده في الحصول على الدعم المادي والمعنوي لمواصلة رحلاته. التقى بالعديد من الملوك والأمراء، مثل سلطان الهند محمد بن تغلق، والإمبراطور الصيني، وسلاطين المماليك في مصر، ونال منهم الهبات والتكريم. رحلته إلى مصر من أبرز ما كتب ابن بطوطة عن مصر قوله: "أم البلاد وقرارة فرعون ذي الأوتاد، ذات الأقاليم العريضة، والبلد الأريضة، المتناهية في كثرة العمارة، المتناهية بالحسن والنضارة." وقد وصف نهر النيل بقوله: "ونيل مصر يفضل أنهار الأرض عذوبة مذاق واتساع قطر وعظم منفعة، والمدن والقرى بضفتيه منتظمة، ليس في المعمور مثلها." أهم أعماله: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار بعد عودته إلى المغرب، استقر ابن بطوطة في فاس، حيث كلفه السلطان أبو عنان المريني بتدوين رحلاته. قام بإملاء ما شاهده من عجائب وغرائب على الكاتب محمد بن جزي الكلبي، فخرج كتابه الشهير "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، الذي أصبح من أهم كتب الرحلات في التاريخ، وترجم إلى عدة لغات، منها الفرنسية والإنجليزية والألمانية. وفاته وإرثه توفي ابن بطوطة في طنجة عام 1377م (779 ه) بعد حياة مليئة بالمغامرات والاكتشافات. ترك وراءه إرثًا ثقافيًا هائلًا، وجامعة كامبريدج لقبته ب"أمير الرحالة المسلمين"، نظرًا لما قدمه من معلومات قيّمة عن الشعوب والثقافات في العصور الوسطى. ابن بطوطة في التاريخ الحديث لا يزال ابن بطوطة رمزًا للرحالة والمستكشفين حتى اليوم، حيث سميت باسمه العديد من المؤسسات والجوائز والمطارات، تخليدًا لإسهاماته في التعرف على العالم الإسلامي وما وراءه خلال القرن الرابع عشر. ويعتبر رحلة ابن بطوطة ليست مجرد سفر واستكشاف، بل هي توثيق للحضارات والشعوب والثقافات التي عاصرها. لقد أسهمت رحلاته في رسم صورة واضحة عن العالم الإسلامي في ذلك العصر، وظل كتابه مرجعًا أساسيًا للباحثين والمستشرقين حتى يومنا هذا.