اختتمت فعاليات الدورة 29 من سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، التابع لوزارة الثقافة، ويجمع نخبة من الفنانين المصريين والدوليين في مدينة أسوان، مهد الحضارات ومصدر الإلهام الفني. بدأ حفل الختام بجولة للمهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، والمعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والفنان أكرم المجدوب، قوميسير عام الدورة 29، وبحضور د. وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية وعضو اللجنة العليا للملتقى، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس هيئة قصور الثقافة، حيث تفقد الحضور الأعمال الفنية المنجزة، والتي عكست مدى التميز والإبداع الذي شهده السيمبوزيوم هذا العام بموقع العمل بجوار متحف النوبة، والذي تبلغ مساحته 1400 متر مربع تقريباً على مستويين، وسيتحول الموقع بعد الانتهاء من السيمبوزيوم إلى معرض للأعمال الفنية النحتية. كما شاهد الحضور أعمال تطوير الموقع والتي تم إنجازها بالتوازي مع نشاط السيمبوزيوم، بعد حصول وزارة الثقافة على حق إنتفاع للأرض من محافظة أسوان. والتي تتيح تحول الموقع إلى معرض للأعمال النحتية الفنية طوال العام. ■ المعماري حمدي السطوحي بعد ذلك، ألقى المعماري حمدي السطوحي، كلمته التى بداها بابلاغ تحيات د. أحمد هنو وزير الثقافة، لكل الحضور ، ثم أستعرض العلاقة الفريدة بين الفنان وكتلة الجرانيت، متسائلًا: "ماذا تريد قطعة الجرانيت أن تكون؟"، وأكد أن دور الفنان هو الكشف عن الجمال الكامن داخل الحجر ومساعدة قطعة الجرانيت لان تكون عملا فنيا مميزاً. كما أشار إلى أهمية إستثمار النجاح الذي حققه السيمبوزيوم هذا العام من خلال أنشطة وورش فنية ممتدة على مدار العام، وهذا ما سيسعى الصندوق إلى تحقيقه مع باقي الشركاء، وأشاد بدور محافظة أسوان، والتي كان لها كبير الأثر في نجاح هذة الدورة. ◄ اقرأ أيضًا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4514220/1/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B5%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D8%B1%D8%B4-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D8%A8%D9%88" title=""الثقافة" تحصل على حق انتفاع أرض ورش سيمبوزيوم أسوان ""الثقافة" تحصل على حق انتفاع أرض ورش سيمبوزيوم أسوان ■ المهندس عمرو لاشين من جانبه، ألقى المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، كلمة نيابة عن اللواء د. اسماعيل كمال محافظ أسوان، أكد فيها على أهمية السيمبوزيوم كحدث ثقافي وفني عالمي يعزز مكانة أسوان كمركز للإبداع الفني، كما أشار إلى جهود المحافظة في دعم هذا الحدث وتطوير المتحف المفتوح، ليصبح وجهة سياحية وفنية رائدة. ■ الفنان اكرم المجدوب وفي كلمته، أعرب المعماري أكرم المجدوب، القوميسير العام ، عن فخره بنجاح دورة هذا العام، مشيدًا بتفاني الفنانين والمنظمين الذين ساهموا في خروج الحدث بصورة مشرفة. وفي نهاية الحفل جرى تكريم الفنانين المشاركين والعمال المساعدين، تقديرًا لجهودهم الكبيرة في إنجاح هذه الدورة والمساهمة فى إثراء المشهد الفني المصري والدولي، وتم التأكيد على الدور الحيوي للسيمبوزيوم في استلهام روح الحضارة المصرية القديمة وتجديدها عبر رؤى فنية معاصرة، وعن مشاركتهم وتجربتهم فى سمبوزيوم اسوان الدولى للنحت فى دورته ال 29، كان لنا هذه اللقاءات : ◄ منة اسكندراني «مصر» «من أسوان وإلى أسوان» لم تكن مشاركتها في ورشة الشباب بالدورة 28 من سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت حدثا عابرا في حياة الفنانة الشابة منة اسكندراني، بل كانت رحلة ملهمة لمشروع فني جديد أهّلها للمشاركة في الورشة الأساسية هذا العام، والتي تعيش من خلالها مغامرة مختلفة لترضي شغفها بمراقبة الطبيعة، والبحث فيها عن مفردات تشكل بصمتها الفنية المميزة، وترسم بخطوط انسيابية ملامح دقيقة تمنح الروح لاحجار الجرانيت الصلبة. وتقول منة أنها خلال رحلة نيلية نظمتها إدارة السيمبوزيوم العام الماضي للفنانين المشاركين رصدت عددا من الطيور التي تحلق على ضفاف النهر، وهذا المشهد ألهمها الفكرة الأساسية الذي يقوم عليها عملها في الدورة 29، حيث تعمل على تطويع الحجر ليخرج منه شكل طائر فاردا جناحيه ومحلقا في عنان السماء، وهو العمل الذي تهديه لمدينة أسوان الملهمة. ◄ فرحات أوزجور «تركيا» «حنان» compassion بدأت مشاركاته في ملتقيات النحت الدولية عقب انتهاءه من الدراسة، حيث أنجز أكثر من 30 منحوتة بأماكن في 14 دولة مختلفة، ومنها فرنسا، لوكسمبورج، سويسرا، روسيا، كوريا الجنوبية، مصر، إيطاليا، رومانيا، إسبانيا، تركيا، إيران، بيلاروسيا، كندا، والولايات المتحدةالأمريكية. يصف فرحات أوزجور مشاركته في سيمبوزيوم أسوان بالتجربة المميزة، ويقوم من خلالها بإنجاز منحوتة ضخمة من الجرانيت، الذي أستخدم في صنع تماثيل تاريخية، مؤكدا أن العمل في سيموزيوم أسوان هي افضل تجاربه مع مثل هذه الملتقيات الدولية على الإطلاق، حيث اتاحت له التعرف على معابد فرعونية، ومتاحف الأثرية، وأماكن لا تتاح للكثيرين فرصة زيارتها. وعن فلسفة العمل الخاص به قال فرحات أوزجور أن جميع الثدييات على الأرض تتواصل عبر اللمس، ويُعتبر الاتصال الجسدي أكثر أشكال الحب والمودة كثافة، سواء كان بين البشر أو الحيوانات. ◄ مارتن ماثياس «ألمانيا» «الوادي يعانق الظلال» يشارك مارتن ماثياس في الدورة 29 من سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت لأول مرة، ويرى أن طبيعته أسوان الخلابة، ونهر النيل، والصحراء، وعبق التاريخ الغني، والحضور الطاغي للحجر، أشياء تجتمع لتجعل من ملتقى أسوان لفن النحت حدثا فريدا، ومكانا مميزًا للعمل، يلهم للفنان، فضلا عن اختيار موقع العمل إلى جوار مقر الإقامة والذي يجعل منه بيئة مثالية للإبداع. ويقول الفنان الألماني أن المنحوتة التي يقدمها في السيمبوزيوم تحمل اسم "الوادي يعانق الظلال"، واختار لها قطعة من الجرانيت الوردي 2 متر × 2 متر × 1 متر. ويستلهم فيها الفنان أجواء أسوان الساحرة، فيما يقوم العمل على فكرة بسيطة، حسب وصفه، أرد من خلالها أن يلين الحجر عبر خلق أسطح ناعمة وانسيابية، بشكل يجعل القطعة الفنية قادرة على دعوة الناس للتفاعل معها، والشعور بالراحة عند مشاهدتها. ◄ باهر أبو بكر «مصر» «حالة تأمل» يهتم الفنان باهر أبو بكر في أعماله بالإنسان، والذي يكون حاضرا دائما في معظم تجاربه الفنية، عبر تجسيده لأشخاص في حالات شعورية مختلفة، وشارك للمرة الأولى بورشة الشباب ضمن فعاليات الدورة 26 من سيموزيوم أسوان الدولي للنحت، والذي يعود له هذا العام كأحد فناني الورشة الأساسية، ليقدم خلاصة تجربته، ويطرح رؤيته الفكرية التي تشكلت على مدار سنوات. وفي العمل الذي يقدمه بالدورة 29 من السيمبوزيوم يتناول لحظة من لحظات التأمل لفتاه في وضع الجلوس بشكل يحفز المتلقي علي مشاركتها هذه الحالة التأملية، واسقاطها على واقعه. ◄ علا موسى «مصر» «صعود» أكدت الفنانة علا موسى عمق إرتباطها بفن النحت، وإنتمائها لكلية الفنون الجميلة التي تخرجت فيها، وتشتغل بها كمدرس في قسم النحت. وتقول أن سنوات دراستها بالكلية كانت بمثابة فترة التكوين، وان مشاركتها الأولى بسيمبوزيوم أسوان كانت فى ورشة الشباب عام 2017، وتقدم هذا العام علا موسى في ورشته الأساسية عملا يحمل عنوان "صعود"، وهو عبارة عن "دعسوقة" - وهي حشرة طائرة صغيرة الحجم تتسلق كتلة طولية من الحجر في محاولة للوصول إلى القمة، في فكرة رمزية تعبر بها عن حالة من حالات الصبر والتحدي والطموح، حيث تمثل "الدعسوقة" في عملها الإنسان الذي يواجه التحديات، ويحاول التغلب عليها من أجل الوصول إلي هدفه. وعن تجربتها الثانية في سيمبوزيوم أسوان تقول أنها كانت مثمرة، مشيرة إلى أن السيمبوزيوم يعد فرصة فريدة للفنانين المشاركين للتعرف على أفكار وأساليب مختلفة، وتجعلهم يتعلمون من بعضهم البعض، كما أن البيئة والطبيعة الرائعة لمدينة أسوان التي يعملون فيها تساهم في خلق دافعا قويا للتفاعل مع أحجار الجرانيت الصلبة، وتشكيله وفق الرؤى التي يريدون طرحها. ■ الفنان أحمد عسقلاني يشرح للحضور فكرة منحوتته «ام وردة حمراء» ◄ أحمد عسقلاني «مصر» «أم وردة حمرا» اكتشف عسقلاني موهبته في سن السادسة، عندما وجد أن أمتع الأوقات في حياته تلك التي يجلس فيها مع أقرانه من أبناء قريته في صعيد مصر ليلعب بطين الأرض، ويشكله على هيئة بشر وطيور وحيوانات. اختاره الفنان الراحل آدم حنين للمشاركة في ورشة الشباب عام 2003، حيث كان يعلم بخبرته ونظرته الثاقبة انه مشروع نحات مصري واعد، وكان عسقلاني عند حسن ظنه، واستحق المشاركة بالورشة الأساسية في العام التالي، لينطلق نجمه في عالم النحت. وعن مشاركته في الدورة 29 من سيمبوزيوم أسوان يقول عسقلاني، أنها محطة مهمة في مشواره، خاصة وأنها المرة الثالثة له في تلك الأجواء التي تتيح له فرصة الالتقاء بفنانين مميزين من مختلف دول العالم. وأوضح أنه يقدم هذا العام فكرة تتناول تناقضات نعيشها في عالمنا، وذلك من خلال عمل تمثال يحمل عنوان "أم وردة حمرا"، يصور فيه امرأة متكئة على جانبها، وهى ممسكة بوردة، تحاول من خلالها إضفاء حالة مزيفة للتعبير عن الرقة والأنوثة والجمال، بينما يكشف باقي الجسد حقيقتها.