لو كان بيدى لوضعت فى الدستور المصرى مادة تفرض التعادل على مباريات القمة بين الأهلى والزمالك، أو حتى فرضتها ضمنيًا وتوافقًا بطريقة عرفية، لأن الضرورات تبيح المحظورات ولأن أولوية السلامة والسلام والهدوء تسبق كل الأولويات بما فيها عدالة المنافسة فى نشاط ترفيهى فى الأصل حولناه إلى عبء نفسى وأمنى على شعب كامل، وأيضًا لأن الأجواء الكروية فى نهاية الأمر لن تسمح بمزاحمة أى فريق آخر للقطبين فى المنافسة على الألقاب، فهى غالبًا تذهب للأهلى وأحيانا للزمالك.. ومن حسن الحظ أن التعادل اول أمس تحقق فى ظروف معلومة للجميع نكافح فيها مخططات تغيير الخرائط والأدوار والتحالفات.. الحمد لله أن أعمى المهاجمين عن المرميين فى فرص التسجيل، ومنح جموع المصريين هدية ثمينة قبل أيام قليلة من شهر رمضان المبارك، فنامت أعين الناس ملء الجفون وتركوا مجاذيب التعصب فقط يعذبون أنفسهم ويجلدون ذاتهم وتقهرهم السكينة والهدوء الذى يحاصرهم ويحرمهم من مراسم الشعوذة والهلوسة والطبل والزمر مع الشيطان.