عاشا يرتشفان من نبع الحب كئوس مترعة بالسعادة والهناء، ومضى أكثر من سنة وهما غارقان في سعادتهما، لايفترقان بالنهار حيث يجمعهما العمل، وفي المساء يجمعهما أيضًا عش الزوجية، لكن متى دامت السعادة لإنسان؟! بدأت الزوجة تشكو لزوجها من سيطرة أمه عليها وسلبها حقها كزوجة تفتقد الإحساس بحريتها في بيتها، وفي أن تستقل بشئون حياتها. بينما كانت الأم تشكو من إهمال ابنها لها، وعدم السؤال عنها وابتعاده، وانفراده بزوجته التي لاتفارقه، ومتى تغلق عليه حجرة نومها، ويتركانها وحيدة بلا أنيس. اقرأ أيضا| سفاح المعمورة.. حكاية محام لبس عباءة إبليس! فما كان من الأم إلا أن تختلق الأخطاء للزوجة وتنهال عليها بالشتائم، وزادت كراهيتها لها عندما أخبرتها بأنها حامل في طفلها الأول، أخذت الأم تعايرها بأنها تدبر مرتبها لتنفق منه على أسرتها، وترهق ابنها بالإنفاق على البيت وبمطالبها التي لاتنتهي حتى أنها أوعزت إليه ألا يشتري لها الدواء الذي لاتستغنى عنه الأم في مرضها. بدأت مشاعر الزوج تتحول عن الزوجة، واتهمها بأنها تناصب أمه العداء، وأن أمه وحيدة ولا عائل لها سواه، واتخذ القرار بأن ترك زوجته تنام بمفردها، وينام بجوار أمه، وأهمل زوجته ولايجلس معها، وسعى إلى نقله من المكان الذي يجمعهما في العمل. فما كان من الزوجة إلا أن حملت حقائبها وذهبت إلى بيت أسرتها، وانتظرت أن يسأل عنها، أو يذهب اليها، لكن أيقنت بأنه قطع كل صلة تربطه بها وهي حامل في طفلها الأول. توجهت الزوجة إلى محكمة الأسرة - محكمة القاهرة للأحوال الشخصية، وأقامت دعوى تطالب الزوج فيها بالنفقة بأنواعها من طعام وكساء وأجرة مسكن وقالت: إنه عقد عليها، وعاشت معه ومع أمه في بيت أسرته، لكن حماتها أوغرت قلبه ضدها مما دفعه إلى هجرها بغير سبب، وتركها لا هي زوجة ولا هي مطلقة. وكانت المفاجأة التي وقعت فوق رأس الزوجة كالصاعقة، حيث فوجئت بزوجها يتهمها بأنه خدعته في عقد الزواج، واكتشف في ليلة الزفاف بأنها ليست عذراء، وأنه كتم الصدمة في قلبه خشية شماتة الأعداء، وحرصًا على سمعتها. اقرأ أيضا| بأمر المحكمة.. إلزام زوجة بتسليم مسكن الحضانة المؤجر والانتقال ل التمليك انتفضت الزوجة من فوق مقعدها قائلة: على فرض هذا الإدعاء، بأنني لم أكن عذراء، ولم يعاشرني، وهجر فراشي، من أين أتيت بهذا الطفل مشيرة إلى بطنها، ولماذا سكت طيلة 3 سنوات. خلت المحكمة للمداولة، والنطق بالحكم وذكرت في حيثياتها أنه من المقرر شرعا أن الزوج اذا اكتشف خداع وكذب الزوجة فإن القانون حدد له شهرا واحدا من تاريخ الزواج لاقامة دعوى فسخ العقد لوقوع الغش من جانب الزوجة أو الزوج. وقد مضى على زواجهما كما هو ثابت في عقد الزواج أكثر من 3 سنوات، وبذلك تكون دعوى الزوج مخالفة لنص القانون، ويتعين الحكم برفضها.