ترقبتُ -مثل كثير من الكتَّاب والأدباء من مصر و الدول العربية- إعلان أسماء الفائزين فى مسابقة «القلم الذهبى». أولا لأنها جائزة للأدباء المبدعين الذين تصلح رواياتهم للتحويل إلى أفلام سينمائية أو مسلسلات أو مسرحيات، وهذا توجه يُحترم فى حد ذاته. وثانيًا لأنها الدورة الأولى لتلك الجائزة التى تقيمها هيئة الترفيه السعودية بتوجيه ورعاية رئيسها المستشار تركى آل الشيخ، وهذا يجعلها محط اهتمام ومتابعة الكثيرين. وثالثا لأن الجوائز -أى جوائز فى أى مكان فى العالم- يحيطها الكثير من الشكوك والترقب حتى الإعلان عن نتائجها، عندها يحدث أمر من اثنين لا ثالث لهما: إما أن تعبر الأسماء عن مصداقية الجائزة، وحياد لجان التحكيم، واحترام القائمين عليها لقيمة المكرمين، واستحقاقهم للفوز بالجائزة، وإما أن تفضح أسماء الفائزين الأهداف الخفية للجائزة التى تختبئ وراء شعارات رنانة عن النزاهة وتوخى الدقة والموضوعية فى الاختيار. وهنا تفقد الجائزة المصداقية والاحترام. لذلك تابعت باهتمام الحفل الكبير الذى أقيم بالرياض يوم الثلاثاء الماضى، لم أضع أى توقعات حول وجود المصداقية من عدمه، قلت «فلننتظر ونرى». وبدأ الحفل بأجواء فنية رائعة، قدمت لوحات استعراضية موسيقية راقصة تدور كلها حول تأثير القلم والدور العظيم للكتابة والفن فى إحداث التغيير. ثم بدأت الفقرات التى ينتظرها الجميع، بدأ صعود نخبة من النقاد، كتاب السيناريو، الفنانين والفنانات واحدًا تلو الآخر، يعلن كل منهم أسماء الفائزين فى مسار من مسارات الجائزة وهى: الرواية.. السيناريو المأخوذ عن رواية أدبية.. الرواية المترجمة إلى العربية عن نص روائى من لغة أخرى غير العربية. وبدأت المفاجآت السارة تتوالى، معظم الفائزين من مصر بالإضافة إلى عدد من المؤلفين السعوديين. بينهم شباب صغير جدا، موهوب جدا، ومؤلفون فى منتصف العمر، ونساء، معظمهم تقريبا ليسوا من أهل الحظوة، والشهرة، والنجومية. ورغم ذلك اختارتهم اللجنة، إذن فالمصداقية موجودة. معايير الاختيار ظهرت بوضوح مع عناوين الأعمال الفائزة، وهى البحث عن المحتوى الجميل الجذاب الذى يمكن تحويله إلى عمل درامى. هذا ما رأيناه جميعا على المسرح. وجوه أعرف معظمهم لأنهم حاضرون فى الندوات والصالونات الثقافية وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب، كتَّاب يجتهدون، يتشاركون فى الإخلاص للموهبة التى حباهم الله بها، ويعملون فى صمت وإصرار. بسبب كل هذا أنا سعيدة بتلك الجائزة التى تكرم القلم ذاته وتتخذه اسما لها «جائزة القلم الذهبى»، وسعيدة لأن أصدقاء أعزاء أحبهم ويفرحنى إخلاصهم لمهنة القلم وصناعة الكتب وتشكيل الفكر كانوا ضمن الفائزين: الكاتب محمود عبد الشكور، والكاتب الشاب يوسف الشريف، والناشران الشابان نيفين التهامى ومحمد جميل، والناشرة المتفانية فى حب الكتاب فاطمة البودى. مبروك لكل الفائزين، ولصاحب الفكرة وراعيها المستشار تركى آل الشيخ.