في السنوات الأخيرة، أصبح إيلون ماسك أحد الأسماء الأكثر تأثيرًا على الساحة السياسية العالمية، لكن، لم يقتصر تأثيره على مجاله التكنولوجي المعروف، إذ كشفت دراسة حديثة عن تفاعلاته السياسية، أظهرت مراجعة جديدة لنشاطه السياسي كيف أن ماسك قد دعم الحركات والسياسات اليمينية في 18 دولة على الأقل، مساهمًا في تعزيز خطاب يقيد الهجرة ويقلل من تدخل الحكومة في الأعمال. كما لم تقتصر تأثيراته على الولاياتالمتحدةوألمانيا فقط، بل امتدت لتشمل البرازيل وأيرلندا ونيوزيلندا، حيث أيد بشكل علني مظاهرات يمينية، ورحب بتشكيل حكومات محافظة، وزار قادة من أقصى اليمين في العديد من الدول، لتتزايد التساؤلات، بشأن أن يكون إيلون ماسك القوة الخفية التي تدفع هذه التحولات السياسية حول العالم؟؟ كشفت شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، عن أنه على مدار العامين الماضيين، دعم ماسك صراحةً حركات سياسية يمينية في أكثر من 18 دولة، من البرازيل إلى أيرلندا، ومن هولندا إلى نيوزيلندا، حيث أشاد بزعماء اليمين في هذه الدول، وكذلك التقى شخصيًا بقادة في دول مثل الأرجنتين وإيطاليا، كما أن منصته «إكس» للتواصل الاجتماعي، أصبحت أداة في يد حكومات يمينية مثل الهند للرقابة على المحتوى، ليتساءل الكثيرون: هل يقف ماسك خلف هذه التحولات، أم أنه مجرد مراقب يساهم في تعزيز تأثيرات القوى اليمينية؟، وهل يصبح ماسك الصوت الجديد للتحولات السياسية اليمينية حول العالم؟ اقرأ أيضًا| قصة غلاف| «تايم» تُسلط الضوء على صراع «إيلون ماسك» مع النظام الفيدرالي «ماسك».. الوسيط غير التقليدي في السياسة اليمينية العالمية أكدت مانويلا كاياني، أستاذة العلوم السياسية في جامعة سكولا نورمال سوبيريور الإيطالية، على أن إيلون ماسك قد يلعب دورًا حاسمًا كوسيط في الحركات اليمينية المتطرفة حول العالم، من خلال تبادل الأفكار وبناء علاقات شخصية، يصبح ماسك صوتًا مسموعًا بفضل ثروته، رغم غيابه عن الشرعية التقليدية للمنصب السياسي، ما يغير نموذج السياسة تمامًا، بحسب شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية. دور ماسك في السياسة المتطرفة وفقًا للشبكة الأمريكية ذاتها، يعزز إيلون ماسك، أشكالًا متعددة من القومية حول العالم، مثل القومية الأمريكية والألمانية والبريطانية والإيطالية والهولندية، كما أنه يُروج لفكرة القومية في وقت واحد في أماكن متعددة، محاولًا التأثير في سياقات مختلفة، ما يوضح رغبته في تأسيس إطار أيديولوجي عالمي يتجاوز حدود أكثر من بلد. قال الباحث رودريجو كامبوس من جامعة يورك البريطانية، إنه يعتبر إيلون ماسك نفسه متحدثًا عالميًا باسم اليمين المتطرف، رغم أن هؤلاء القادة يميلون عادة إلى حماية أمتهم من التأثيرات الخارجية، ويشير إلى أنه ماسك، الذي ازدهر من العولمة الليبرالية الجديدة، يقدم نفسه كمؤيد عالمي للتوجهات القومية رغم خلفيته العالمية المتنوعة. تأثير ماسك.. هل يمكن للمال أن يغير السياسة الدولية؟ بحسب شبكة «إن بي سي نيوز»، يمتلك إيلون ماسك قوة هائلة بفضل منصاته الإعلامية مثل «إكس»، حيث يتابعه ملايين الأشخاص، بينما يقدم دعمه للسياسيين اليمينيين حول العالم، سواء من خلال منصاته أو عبر اجتماعاته المباشرة مع القادة، ويسهم هذا النفوذ في دفع السياسات اليمينية نحو الأمام. كما يجمع إيلون ماسك، بين السياسة والأعمال بمهارة، وهو ما ظهر جليًا في لقائه مع رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، من خلال التدخل المباشر في السياسة الدولية، وبالتوازي مع دوره كمستشار غير رسمي، يعكس ماسك تحولًا في طرق التأثير على المشهد السياسي العالمي، متجاوزًا الحكومات التقليدية. وبينما يواجه إيلون ماسك، انتقادات من زعماء مثل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي اتهمه بالترويج لحركة رجعية دولية، يعكس ذلك المخاوف من تدخل ماسك في السياسات الداخلية، رغم ذلك، من الصعب تجاهل مدى نفوذه، خاصة في البلدان التي يسعى لتغيير سياساتها الداخلية من خلال دعمه العلني لسياسيين يمينيين. اقرأ أيضًا| ما وراء الكواليس.. الكشف عن السبب المجهول لتسريح موظفي حكومة ترامب ماسك وحلفاؤه اليمينيون.. من أين يبدأ التأثير؟ فيما يواصل إيلون ماسك، دعم الأحزاب اليمينية والمتطرفة حول العالم، مثل "حزب البديل من أجل ألمانيا"، يبرز دعمه كداعم لممارسات قومية متطرفة، وهذا التحالف يثير القلق بشأن تأثير هذه القوى على الساحة السياسية الدولية، ما يطرح تساؤلات حول مدى خطورة تأثير ماسك على سياسات الهجرة والتوجهات الوطنية. وجذب إيلون ماسك، الانتباه العالمي بمبادراته في مجال العملات الرقمية، مثل DOGE، التي تتماشى مع توجهات اليمين المتطرف، مثل الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، والتقى ماسك وميلي في مناسبات متعددة، مما يوضح جليا التأثير المتبادل بينهما في السياسة، كما قد تنال سياسات على غرار "دوج" استحسانًا عالميًا، بحسب شبكة «إن بي سي نيوز». أما عن تاريخ ماسك في التنافس الدولي، فيتضمن تعزيز سلاسل التوريد وزيادة مبيعات أعماله، مثل اللقاءات مع رئيس الوزراء الهندي مودي حول تكنولوجيا البطاريات، لكن، بعد جائحة كوفيد-19، تحول ماسك إلى انتقاد الزعماء الأجانب، مثل رئيسة وزراء فنلندا، ما يبرز استراتيجيته السياسية المتغيرة. ففي عام 2022، أثار ماسك جدلا حول سياسات أوكرانيا، مقترحًا تسوية الأراضي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، كما دعم الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو، ليبدو أن ماسك قد غيّر نهجه مع تقدم الزمن، وتوسعت تأثيراته على السياسة في أوروبا والولاياتالمتحدة، وليس ذلك فحسب. حروب الرأي العام العالمية في أمريكا اللاتينية، يتبنى ماسك سياسات تشبه توجهات اليمين المتطرف، مثل دعمه للرئيس السلفادوري، نجيب بوكيلي، الذي يشترك مع ماسك في تأييد العملات المشفرة، إضافة إلى ذلك، دعمه لمرشحي اليمين في البرازيل وفنزويلا، يعزز من نفوذه السياسي هناك، حيث يشكل إيلون ماسك علاقة وثيقة مع القوى السياسية في أمريكا اللاتينية. أشارت شبكة «إن بي سي نيوز»، إلى أنه عندما اشترى ماسك تويتر، أصبح له تأثير عالمي مباشر على الرأي العام، وبمواقفه المثيرة، خاصة في ما يتعلق بالسياسة الأوروبية، أصبح ماسك شخصًا مؤثرًا في الدبلوماسية «غير الرسمية»، بينما يرى البعض أن سياساته لا تحمل استراتيجية واضحة، يتساءل الكثيرون عن تأثيره الطويل المدى، وإن كان سيشكل ماسك جزءًا من استراتيجية أكبر في السياسة العالمية؟؟؟ اقرأ أيضًا| «ذا أتلانتيك» تحلل تداعيات سياسات ترامب على مستقبل التحالفات الدولية