كل عام وأنتم بخير.. حل علينا شعبان الذى يفصلنا عن أفضل شهور العام لكنه شهر غفلة يتوه فيه كثير من الناس وسط متطلبات الحياة وأمور الدنيا، لكن حين ينصب تركيز أحدهم على عمل عظيم يكون الرد بين الغالبية «بعد رمضان» ونترك لأنفسنا العنان بينما نتأهب للصيام. إن هذه المقولة بسيطة فى تكوينها لا تتجاوز الثلاث كلمات، لكن مضمونها سلبى للغاية وتفقد الشهر الكريم الغاية من الاعتقاد به والعمل بفرضه.. «بعد رمضان» صارت تتردد على الألسنة بكل سهولة قبيل حلول شهر الصيام لتشير إلى إرجاء كل أو معظم الأشغال إلى ما بعد انتهاء الشهر الفضيل مع إن خير الأعمال وجل البطولات التى كان النصر حليفاً فيها للمسلمين وقعت خلال أيام الصيام وما نصر السادس من أكتوبر 1973 ببعيد، وكيف تمكن جنودنا البواسل من العبور وكسر غطرسة، وغرور العدو الصهيونى. قد يقول البعض إنها كلمة عابرة لكن مدلولها خطير وتترك انعكاساً سلبياً على النفوس وتراخياً للهمم وتثبيطاً للعزائم فهى تنتشر بين الناس فى تلك الأيام وتحملهم إلى الركون والدعة والاستكانة فى إنجاز الأمور خلال 30 يوماً بداعى الصيام. إننا فى وقت يتطلب تكثيف العمل وزيادة الجهد ليكثر الإنتاج إنما تكون هذه هى الروح الانهزامية المرفوضة التى تسيطر على نفوس البعض مع رياح شهر عرف عنه الهمة العالية قى سابق العصور وتحقيق أعظم الانتصارات على أعداء الأمة فى ميادين القتال وتسطير بطولات يتحاكى به أرباب التاريخ .. إن ذلك ليعد استخفافاً بقيمة رمضان المبارك فيجب التنبه إلى ما نتلفظ به من ألفاظ بسيطة الكلمات عميقة المعانى السلبية.