في عالم الفن والإبداع، هناك من يتخذ الريشة وسيلة للتعبير، ومن يستخدم الطين أو الخشب ليصنع منحوتاته، لكن عبير سعد الدين اختارت طريقًا مختلفًا، حيث جعلت من فن المصغرات بوابة لإحياء التراث المصري. فهي لا تكتفي بصناعة نماذج مصغرة للمشاهد اليومية، بل تحوّل كل قطعة إلى قصة تعكس روح مصر القديمة والحديثة، من البيوت الريفية إلى الحارات الشعبية، ومن بوابة عشتار إلى معالم الحضارة المصرية، تتجلى موهبتها الفريدة التي جعلتها رائدة في هذا المجال داخل مصر وخارجها. span style="font-family:"Arial","sans-serif""اقرأ أيضًا| حكاية جدارية خزان أسوان ** عبير سعد الدين: رحلة إبداعية بين المصغرات والتراث * البدايات والتكوين الأكاديمي ولدت عبير سعد الدين في مصر، وكانت شغوفة بالفن منذ صغرها، مما دفعها لدراسة التربية النوعية لتطوير مهاراتها الفنية والأكاديمية. لم تكتفِ بذلك، بل واصلت دراستها لتحصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للنقد الفني، مما أتاح لها رؤية نقدية وفنية متكاملة لصقل موهبتها. * فن المصغرات: عالم من التفاصيل الدقيقة يُعد فن المصغرات من الفنون التي تحتاج إلى دقة متناهية وصبر كبير، وقد استطاعت عبير أن تدمج بين الفن والحرفية لتقديم أعمال تحمل بصمة مصرية خالصة. فهي تستلهم أعمالها من البيوت المصرية القديمة، الأسواق الشعبية، الريف المصري، والمشاهد الحياتية التي قد يظن البعض أنها بسيطة، لكنها تحمل في طياتها تراثًا ثقافيًا غنيًا. * دورها في نشر الفن والتراث لم تكتفِ عبير بإنتاج المصغرات، بل سخّرت موهبتها في تدريب الأجيال الجديدة من خلال ورش العمل، حيث قدمت ورشًا لطلاب جامعة القاهرة، وأخرى للأطفال في متاحف مثل المتحف القومي للحضارة المصرية، مما يساهم في غرس حب الفن والتراث في نفوس الشباب. كما نظمت أول معرض لمتدربي فن المصغرات في أكاديمية الفنون، ليكون منصة للموهوبين الجدد في هذا المجال. * مشاركات ومعارض عالمية استطاعت عبير سعد الدين أن تنقل فن المصغرات المصري إلى منصات عالمية، حيث شاركت في أكثر من 100 معرض محلي ودولي، من أبرزها معرض الحضارة في متحف الناصرية بالعراق، حيث عرضت نموذجًا مصغرًا لبوابة عشتار. هذه المشاركة أظهرت قدرتها على تقديم أعمال تعبر عن الهوية الثقافية بطريقة إبداعية ومبهرة. ** تأسيس "المصغراتية": علامة تجارية تحتفي بالتراث في إطار سعيها لنشر فن المصغرات، أطلقت عبير علامتها التجارية "المصغراتية"، التي أصبحت رمزًا للإبداع المصري في هذا المجال. وتشارك من خلالها في معرض "تراثنا" للمشروعات الصغيرة سنويًا، مما يعزز انتشار هذا الفن ويمنحه مساحة أكبر داخل السوق الفني. span style="font-family:"Arial","sans-serif""اقرأ أيضًا| المصغراتى «نم نم» * رسالة وإلهام عبير سعد الدين ليست مجرد فنانة تصنع مجسمات صغيرة، بل هي صاحبة رؤية تهدف إلى إحياء التراث المصري وتعريف الأجيال الجديدة به. وتسعى من خلال أعمالها إلى تسليط الضوء على الهوية المصرية وتقديمها بشكل فني متميز، سواء على المستوى المحلي أو العالمي. بين شغفها بالفن وحرصها على نقل التراث المصري بطريقة مبتكرة، استطاعت عبير سعد الدين أن تخلق لنفسها مكانة خاصة بين رواد فن المصغرات. ومن خلال مشاركاتها الدولية وورش العمل التي تنظمها، تواصل إلهام الأجيال القادمة، لتظل المصغرات نافذة تطل على تاريخ مصر العريق.