كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساءً عندما كان يمر الشاب «مردخاى برافمات» الذى يبلغ من العمر 27 سنة، إسرائيلى الجنسية متطرف وعنصرى كسائر أهله وعشيرته، فى أحد شوارع ميامى بالولايات المتحدة، حيث لمح رجلين بجانب سيارة بديا له وكأنهما فلسطينيان، فأخرج سلاحه وأطلق عليهما 17 طلقة بشكل عشوائى وفر هاربًا، وتم نقل الشخصين إلى المستشفى، وتمكنت الشرطة من ضبط الجانى الذى قال فى التحقيقات: أنا اللى قتلت الرجلين لأنهما فلسطينيان إرهابيان، واعترف تفصيليًا وبفخر بجريمة القتل، ولكن سرعان ما تغيرت تعبيرات وجهه من الفرح إلى الحزن العميق عندما علم أن الشخصين أصيبا بجروح طفيفة وأنهما مازالا على قيد الحياة، وفى هذه الأثناء كانت الشرطة قد وصلت إلى المستشفى لتستمع لأقوال المصابين اللذين أكدا أن من أطلق عليهما النار شاب فلسطينى إرهابى، لأنها إسرائيليان، واتهما الجانى بأنه إرهابى!. هذا الحادث يلخص ببساطة شخصية الإسرائيليين الصهاينة، وكيف يتعاملون مع الشعب الفلسطينى، سواء داخل الأراضى المحتلة أو خارجها، وكيف يُصدرون للعالم صورة مكذوبة على أن الفلسطينى «شيطان إرهابى» ويصورون الإسرائيلى على أنه «ملاك مضطهد». والجهود التى تقوم بها مصر حاليًا هى إيصال الصورة الصادقة لحقيقة الوضع المأساوى فى غزة، والتى يحاول العدو طمسها، وتصدير صورة مغايرة لها، وقد نجحت مصر بنسبة كبيرة فى توصيل هذه الصورة وتغيير مواقف دول كانت تتخذ مواقف منحازة لإسرائيل ضد الشعب الفلسطينى وضد قضيته. وظنى أن التصريحات غير المسئولة والتصرفات المستفزة التى يطلقها ويقوم بها بعض مسئولى حماس قد تؤثر على نجاح الجهود المصرية والعربية، فلم يكن مناسبًا ولا ملائمًا أن تكتب حماس لافتة كبيرة فى خلفية منصة تسليم الأسرى الإسرائيليين «نحن الطوفان.. نحن اليوم التالى»، ويقول أحد مسئوليها إننا سنعامل أى جهة غيرنا تدير غزة على أنها عدو.. فهذا لا يستقيم، ومصر والعرب بصدد التفاوض على أن اليوم التالى يكون غزة بلا تهجير للفلسطينيين وإدارة فلسطينية وبلا حماس. وذلك فى مواجهة الطرح الأمريكى بأن يكون اليوم التالى غزة بلا فلسطينيين وإدارة أمريكية. انسحاب حماس من المشهد فى اليوم التالى الذى تطرحه مصر والعرب يسهل المفاوضات، ويسقط الحجة الواهية التى تتذرع بها إسرائيل.. وحتى يعرف العدو الإسرائيلى أن السلام هو مفتاح الأمان له، وأن المقاومة باقية ببقاء الاحتلال فقط!. مصر والعرب يدافعون عن الشعب الفلسطينى بأكمله ولا يدافعون عن حماس أو أى فصيل آخر.