كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام حدثاً تاريخياً، فهو وإن كان رغبة من سيدنا محمد للاتجاه نحو المسجد الحرام واستجابة الله عز وجل لطلب رسوله (فلنولينك قبلة ترضاها) إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد بهذا الحدث أن يوضح لنا ما يدور فى خَلد الناس، فمنهم الكافرون الذين قالوا: ما دام سيدنا محمد عاد الى قبلتهم فهذا مؤشر على أنه سيعود إلى عبادة الأصنام.. أما اليهود فقالوا إنه ترك قبلة الأنبياء إذن فهو ليس بنبى.. وزاد المنافقون الطين بلة بأن قالوا: إن كانت صلاته نحو قبلة المسجد الأقصى باطلة وتحوله نحو المسجد الحرام صوابا فهو مضطرب فى التفكير وبالتالى لا نصدق ما يقوله أنه من عند الله.. والأمر الأهم أن تحويل القبلة كان لكشف ما يدور فى نفسية كل منهم واثبات عداوته لسيدنا محمد وعدم تصديقه.. أيضا تحويل القبلة كان اختباراً للمسلمين ومدى طاعتهم لأوامر الله ورسوله خاصة من يكون إيمانهم ضعيفا.. أما اليهود الذين يتمسَّحون بسيدنا إبراهيم (حالياً) حتى إنهم صنعوا الآن (الدين الابراهيمى) فنرد على كيدهم بأن تحويل القبلة كان لقبلة سيدنا إبراهيم أبى الأنبياء، ولكنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.. ما زالت الأوراق الحاقدة من بنى إسرائيل والمنافقين والملحدين مستمرة حتى الآن لمحاربة الإسلام وسيدنا محمد وها نحن نشاهد صور حرق المصحف وكلمات كراهية وسب لسيدنا محمد والإساءة له رغم مرور الزمن وانكشاف الحقيقة لهم من عواقب افعالهم إلا أن بنى اسرائيل يقودون الحرب والتكذيب والباطل والاحتيال بصور مختلفة باستغلال التكنولوجيا ضد الإسلام والمسلمين.. وعندما سئل سيدنا محمد عن الذين ماتوا قبل تحويل القبلة هل ماتوا على الباطل؟ رد الله كيدهم بأنهم مسلمون ماتوا على شريعة الإسلام وإنما الامر ليس القبلة التى أمر الله رسوله بالتحول من المسجد الأقصى الى المسجد الحرام وإنما بالتوجه الى الله (فأينما تولوا فثمَّ وجه الله) وطاعة الله ورسوله.. وكما جاءت الآيات لتثبت الإسراء والمعراج الذى كذَّبه الكفار واليهود والمنافقون جاءت آيات تحويل القبلة أيضا لتكشف حقيقتهم خاصة اليهود الذين استمروا على مدى عقود من الزمان يكذبونها وحتى الآن ويدَّعون بالباطل أنه أمر شخصى وليس أمراً من الله.