لم يكن جروس مناسباً للزمالك فى هذا التوقيت بالتحديد، لأنه كان مفرطا فى الهدوء حتى إنك تتخيل أنه مُحنَّط لا حركة فيه، وهذا يعطى الانطباع أنه مشلول أيضا ذهنيا، وربما ذلك بتأثير السن، وإن تذكرت أنه كان فى الفترة الأولى من قيادته للفريق لا يحب التفاعل مع اللاعبين وأحداث المباريات.. وهذا التفاعل مطلوب فى كل ملاعب الدنيا وأكثر طلبا فى الكرة المصرية المزاجية.. وأيضا هذا السن لا يستطيع تحمل الضغوط المزدوجة من الإدارة والجمهور فلا يصبح مؤهلا للتركيز والمقاومة.. أما من الناحية الفنية فهو يصلح للفرق المحترفة المكتملة القدرات بحيث يعطى التعليمات ثم ينام كيفما يريد، علاوة على أنه فكك إيقاع الزمالك المعتمد على التحضير والاستحواذ وتحول إلى اختصار المساحات بأقل عدد من التمريرات وهى كرة لا تناسب الزمالك ولا جماهيره ولا حتى تاريخه مع الكرة الجمالية.. وأضيف على ذلك أن ضغط الوقت لا يسمح له بأن يغير الطريقة والايقاع فجأة فى ظل الانتظار والترقب الحماسى للنتائج.. فالمدرب يهبط إلى المطار فيسلمه النادى أول طلب عاجل أن يفوز قبل أن يعرف أسماء اللاعبين وأن يكتب تعهدا بأن يحمل الدرع والكأس وإلا ستكون عودته للمطار مغادرا حتمية.