ماذا يعنى السراب لكل منا؟! عادة يرى الناس السراب من منظور معنوى .. البعض يظنه أحلامه الضائعة، والبعض الآخر يراه فى قصة حب جديدة ، وآخرون يرونه فى الماضى ، ولكن يسرا اللوزى رأت فى «السراب» فرصة للخروج من أحزانها الشخصية.. أتحدث هنا عن مسلسل «سراب» الذى تشارك فى بطولته مع خالد النبوى .. خرجت يسرا اللوزى من أحزان فقد والدتها لتدخل بلاتوهات التصوير بشخصية زوجة تعيش متناقضاتٍ وأزمات تدفعها للركض خلف سراب قد يهدم حياتها.. «أخبار اليوم» التقت ب«يسرا اللوزى» التى تحدثت معنا عن كواليس هذه التجربة ومشروعاتها الفنية القادمة .. وفى السطور التالية تقرأون ما قالته لنا. اقرأ أيضًا | خالد النبوي وغادة عادل مع «أهل الكهف» لأول مرة عبر التليفزيون فى البداية.. ما العوامل التى جذبتكِ للمشاركة فى مسلسل «سراب»؟ جذبتنى عدة عوامل، على رأسها: سيناريو العمل الذى جعلنى أتحمس له منذ مرحلة القراءة، حيث لم أكن على معرفة أن المسلسل مأخوذ من دراما أجنبية، بالإضافة لاختلاف شخصية «ملك» عن الشخصيات التى قدمتها سابقاً، والعمل مع نخبة من الممثلين المتميزين، الذين سعدت بالمشاركة فى العمل إلى جانبهم، حيث جمعتنا كواليس تصوير طيبة. كيف كانت علاقتكِ بخالد النبوى خلال تصوير المشاهد التى جمعتكما؟ هى المرة الأولى التى أتعاون فيها مع الفنان خالد النبوى، لم يستغرق الأمر بيننا الكثير من الوقت، لدخول عمق الشخصيات وحدوث حالة من التناغم والانسجام الفنى، من أجل المشاهد التى تجمعنا معاً فى أحداث العمل الدرامى، كان الأمر سلساً فيما بيننا ولم نضطر لبذل مجهود من أجل خلق هذا التناغم. وهل دار فى بالك المقارنة بين السراب والعمل الأجنبى الأصلى؟ أرى أن الأمر وجهات نظر من الجمهور، حيث هناك من يرفضها بداعى رغبته فى مشاهدة أعمال من الواقع الذى نعيشه، بينما يقبلها البعض لرغبتهم فى رؤية قصص أعمال أجنبية مصنوعة بخلطة عربية، المقارنة غالباً ما تحدث بين النسخة الأصلية والمُعربة، وهذا أعتبره أمراً طبيعياً، طالما أنه تم التنويه عن أن العمل مأخوذ من فورمات أجنبي، أما من وجهة نظرى، فأرى أن الحالة مختلفة مع مسلسل «سراب»، حيث أغلب المصريين لم يشاهدوا النسخة الأصلية من العمل الأسترالى، كما أن تقديم نوعية دراما الفورمات ليست مقلقة، وباتت مألوفة لدى الجمهور. هل شاهدتِ المسلسل الأجنبى قبل بدء تصوير السراب؟ لم أكن أعلم أن العمل مأخوذ عن عمل أجنبى وهو Seven Types Of Ambiguity، كما لم أرغب فى مشاهدتها بالقصد، لحين انتهاء عرض مسلسل «سراب»، وشعرت بانجذاب للسيناريو فى مرحلة القراءة، تعاملت مع التجربة بشكل طبيعى دون خوف، حيث إنه من الطبيعى أنه حينما يتم تقديم نسخة مُعربة من مسلسل أجنبي، يكون الأمر وفقاً لما يتناسب مع المجتمع المصرى أو العربي، للتماهى مع الواقع الذى نعيشه، فى ظل الحفاظ على الفكرة الأصلية للعمل، من دون أن يشعر المشاهد بأن الحالة الدرامية مختلفة عليه، لقد شعرت أن العمل واقعى ومتماسك منذ أن قرأته، ولم أضع فى اعتبارى حدوث المقارنات على الإطلاق. وكيف كان التعامل مع حالة التناقض النفسى لشخصية «ملك» التى ظهرتِ بها؟ لم أرِ أن هناك تناقضاً فى الشخصية، بل إنها تعاملت مع الظروف والمتغيرات التى طرأت عليها، وفقاً لدائرة المجتمع الذى نشأت به وتعيش فيه، حيث لم تشعر بالأمان تجاه أقرب صديقاتها، بينما شعرت بالراحة لشخص آخر تعرفه منذ سنوات، كما أن الشخصية مثال حى للواقع، حيث إنه لا يوجد بنى آدم معصوم من الخطأ. بأى منظور ترين استعانة «ملك» برجل غير زوجها لتحكى له عما تمر به؟ الأمر لا يكون مقبولاً ليس فقط فى مجتمعاتنا، بل إنها على حسب القوانين الضمنية التى تحكم العلاقة فيما بين الرجل والمرأة فى العموم، هناك قوانين خاصة هى ما تحكمهما وبناء على اتفاق مسبق، لم أرِ مخالفة أو تناقضاً للشخصية مع الواقع الذى نعيشه، حيث إن الشخصية الدرامية لم تلجأ لرجل غير زوجها إلا لتحكى له، على أساس أنها تعرفه منذ سنوات وتثق فيه، وفى وقت هى بحاجة لمن يفهمها، وفق تطورات الأحداث، وبمبررات درامية حسب كل شخصية فى العمل. هل صحيح أن توقيت مشاركتكِ فى مسلسل «سراب» ساهم بعض الشىء فى خروجك من حالة الحزن عقب وفاة والدتك؟ بكل تأكيد، كان لها دور إسهامى فيما ذكرته، حيث إن إصرار مخرج العمل أحمد خالد على مشاركتى به، وحالة الدعم التى وجدتها من الجميع، ساعدتنى كثيراً خلال تصوير العمل، خاصة أننى لم يكن بالاستطاعة المشاركة فى العمل، لتزامن عرضه عليّ قبل دخول والدتى المستشفى بساعات، ولم تكن الظروف مهيأة لأى عمل آنذاك، لكن لمسة الدعم والحب التى وجدتها من الجميع كانت دافعاً بالنسبة لى، وأتوجه إليهم جميعاً بالشكر لهذا الدعم الذى شعرت به خلال تصوير المسلسل. بماذا تعلقين على نجاحاتك المتواصلة ما بين «صلة رحم» فى رمضان الماضى و «سراب» ضمن مسلسلات خارج الموسم؟ سعيدة بهذا النجاح، كما أن المقربين منى نصحونى بضرورة استثمار نجاح مسلسل «صلة رحم» فى رمضان الماضي، والمشاركة بتجربة درامية جديدة تُعرض خارج الموسم، وقتما شعرت أن الوقت لا يتناسب مع المشاركة فى أى أعمال فنية، نظراً للظروف التى مررت بها آنذاك. فى النهاية، ما مشاريعك الفنية الجديدة؟ انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم «البحر الأسود»، العمل مفاجأة وفكرة جديدة، وتجربة فريدة وصعبة، ولا أستطيع الحديث عنها أو الكشف عن تفاصيل الشخصية فى الوقت الحالى.