التقويم القبطى أو تقويم الشهداء، تقويم معتمد أساساً على التقويم المصرى القديم، تقويم شمسى وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهراً، ويعتمد على دورة الشمس. ويُعتبر التقويم المصرى من أوائل التقاويم التى عرفتها البشرية، كما أنه الأدق مناخياً ويحفظه الفلاحون عن ظهر قلب. شهر «أمشير» الشهر السادس فى التقويم القبطى المصري، ويبدأ من 8 فبراير حتى 9 مارس من كل عام، وقيل فى أمشير قول كثير، منها : أبو الزعابير الكتير.. وياخد العجوزة ويطير، وأمشير فى الحكى الشعبى أبو الطبل الكبير، وإذا هل أمشير اعجن من البير!! ولفت برد أمشير انتباه قناة «الحرة» الأمريكية وأعدت عنه تقريراً مثلجاً، لم تصادف ليلة قاهرية فى برد أمشير، ساعتها ستترحم على برد طوبة تحت لحاف أمشير، حتى شوربة العدس لا تعالج برد أمشير، ومعلوم العدس مقرر شتوي، ويقال: عدس طوبة ولا مرق أمشير، والمرق صار عزيزاً، يكفى العدس إلى حين ميسرة. تقرير «الحرة» الأمريكية أيقظ ذكرياتٍ دافئة رغم قسوة البرد، وللذكرى ورثت عن (جدتي) خشية زعابيب أمشير، كانت تأنس لطوبة، تتحاشى أمشير، وحفظت عنها كثيراً من الأمثال الموحية بالبرد، تقولها وتضحك: أمشير يا ولدى يخلى العجوزة تقيد الحصير «تربطه عشان ما يطيرش». يا فرحة جماعة الساحل الشرير، شمتانين فى جماعة الشتاء يا طول لياليه، فى أمشير تحس أنك فى ديب فريزر، ومع متحور كورونا الذى ينتعش فى الفريزر، تردد مع الحبوبة بعض أمثلتها المهضومة ومنها: «أمشير يفصص الجسم نسير نسير» والمقصود «شدة العواصف». الطيبون يعالجون البرد بالأمثال، ومن الأمثلة الدالة على برودة أمشير مقارنته بطوبة «الاسم لطوبة والفعل لأمشير»، معلوم شهر طوبة أول البرد الحقيقي، لكن البرد البرودة برد أمشير، يأتى محملاً برياح مثلجة، يودعنا ببرد ولا أقسى، آخر موسم البرد. عادة برد طوبة لا تصحبه أمطار، لكن أمشير أبو الزعابيب الكتير، «فيه النهار يزيد ضل حصير»، و«طوبة تقول لأمشير: إدينى عشرة منك أخلى العجوزة جلدة والصبية قردة»، ويقصد عند العامة ب «برد العجوزة»، وهى أيام عشرة فى ابتداء أمشير هى أبرد أيام السنة جميعاً. طوبة وأمشير من الشهور المصرية القديمة المرتبطة بنجم الشعرى اليمانى Sirius واستخدمها المصريون القدماء فى الزراعة والحصاد، وقد تبعها أقباط مصر فى عصور لاحقة، وحملت هذه الشهور أسماء مصرية قديمة (هيروغليفية)، ثم حُوِّرَتْ إلى القبطية. الفلاحون فى الحقول يحفظون أسماء الشهور القبطية، وأمثالها، وهى من ثوابت مواقيت الزراعة، ولم يغيروها لا بالميلادى ولا بالهجري، لله فى خلقه شئون، المصريون يحفظون الهوية المصرية فى ذاكرتهم الجمعية، وليس أدل على ذلك من أن عيد شم النسيم ما زال يحتل مكانة استثنائية فى أجندة الأعياد الوطنية حتى الآن.