أحسب أن مؤسسة «أخبار اليوم» سوف تلبى النداء، فذاك واجب وحق. خلال لقاء «أمناء الحوار الوطنى» برئيس الوزراء أطلقوا نداء بتأسيس مراكز للفكر فى مختلف المجالات، بما يسهم فى تكوين نخب تدعم الرأى العام، بالتوازى مع تعظيم الدور التوعوى للإعلام، فى ظل المخاطر المحيطة على مستوى الإقليم والعالم. رؤية استدعت من الذاكرة القريبة قرار وأد «منتدى أخبار اليوم للسياسات العامة»، الوليد، وتساءلت: أليس جديرًا بنا إعادة إطلاق المنتدى تجاوبًا من نداء «أمناء الحوار»، ثم إن «مركزًا للتفكير» يعمل فى إطار مؤسسة بحجم «أخبار اليوم» ضرورة تفعل دورًا مطلوبًا فى صياغة المستقبل على كافة الأصعدة. كان ثمة طموح أن يكون المنتدى مرتكزًا أساسيًا لإنتاج المعرفة والفكر فى مصر، عبر المشاركة فى صنع الأفكار والاستراتيجيات، وتنوير الرأى العام و...و... وأهداف عدة تصب كلها فى نهر المبادرات الخلاقة، تواكب تحولات متسارعة لن تنتظر من ينأى عن الفكر والعلم، ويؤمن بدورهما فى التقدم والتغيير. نداء أو دعوة «أمناء الحوار»، أظنها تمثل حافزًا للتفكير الجدى فى إحياء «المنتدى» فى توقيت يحتاج فيه الوطن لتضافر كل الجهود والإمكانات لمجابهة تحديات محدقة، بالتوازى مع جاهزية للمستقبل الأرحب. وكان المنتدى المغدور ينطلق فى خطواته الأولى من تحليل الواقع لتقديم رؤى تخدم الأهداف الوطنية، ومن ثم تسهم فى تعزيز الأمن القومى، وكذا المشاركة الفعالة فى الحوار الوطنى. وإذا كان ما حدث للمنتدى يمثل نموذجًا صارخًا لهدر الإمكانية، فإن عودته تكون بمثابة التصويب العملى المتسق مع المسئولية الوطنية والفكرية، بل والأخلاقية، بتمكين «أخبار اليوم» من الاضطلاع بأحد أهم أدوارها المأمولة. ولا أتصور أن ما أطرحه هنا بإيجاز شديد أمر يخص فقط «أخبار اليوم» التى أعتز بالانتماء لها، وإنما هو شأن وطنى بامتياز، فى لحظة تاريخية تمثل منعطفًا دقيقًا فى حياة الوطن، تتطلب الاجتهاد من الجميع. فى تقديم أفكار ورؤى جديدة، وابتكار حلول خلاقة، لتحويل أى تحدٍ إلى فرصة يتحتم اغتنامها. نعم «أخبار اليوم» بعزيمة وعقول أبنائها دومًا تستطيع.