مازالت مصر فى المقدمة والدرع الحامية للأمة العربية، دون أن تحيد أو تفرط فى قضية على حساب أمنها القومى.. تشتد الأزمة ويزداد الضغط يومًا بعد يوم على مصر بتضييق الخناق عليها اقتصاديًا والدفع بمحاولات تجعلها ترضخ لضغوط حل القضية الفلسطينية على حسابها، بحجج عديدة، فضلًا عن التلويح بورقة المعونات الأمريكية، وهى ليست بالجديد فهى الورقة التى اعتادت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن تقايض بها مصر، وما رضخت مصر فى سبيل المعونات على مر العقود. الآن تخرج تصريحات تحاول أن تبث القلق فى نفوس المصريين تارة من الجانب الإسرائيلى، الذى يشكك فى انضباط معبر رفح، وأخرى بالتلويح باحتمال إيجاد باب خلفى يسمح بتهجير الفلسطينيين للأراضى المصرية، رغم التصريحات الصارمة الحاسمة المصرية التى أكدت أنه أمر لن يحدث، ولن تسمح مصر بظلم الفلسطينيين وتصفية القضية، ورغم التلاعب بالتصريحات ما بين التهجير القسرى أو الطوعى، وإصدار القرارات الإسرائيلية بتسهيل المغادرة الطوعية لسكان غزة. المشهد متوتر ويزداد تعقيدًا، ورغم أن العالم العربى والأوروبى أصدر بيانات رافضة لخطة ترامب، إلا أن الواقع يؤكد أن العبء كله يقع على مصر الصامدة، رغم فاتورة الحروب التى خاضتها منذ عام 1948، وكانت القضية الشغل الشاغل للقيادة المصرية على مدار عقود طويلة. ورغم الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، كل الدلائل تؤكد أن مصر قيادة وشعبًا، اعتادت تحمل الصعاب، وأن يتحد الشعب خلف القيادة فى كل الأزمات، خاصة فى مواجهة تهديد أمنها القومى، إذا ما سمحت بتحول أراضيها لمقر للاجئين الفلسطينيين، ومن ثم اتخاذهم ذريعة لهجمات إسرائيلية مستقبلية. ومازال الكل يعقد املاً على القمة العربية التى دعت اليها مصر آواخر الشهر الحالى ، حيث ستعرض خطة تتضمن رؤيتها بالتوافق مع الأطراف العربية لصياغة موقفاً موحدا ، يتصدى بقوة لخطة ترامب ، ولممارسات اسرائيل ، ولوقف كل اشكال التهجير المعلنة والباطنة.